اراء

ملاعب ودوري بلا خطة وأبناء القطة

خليفة بن صريتي‎‎بدايةً دعونا نتفق على أنه لا يمكن لأي دولة أن تتطور رياضياً إلا بوجود المنشآت الرياضية لكونها من العناصر الأساسية لرفع مستوى الألعاب الرياضية وخلق النجوم لها، وما جعلني أتطرق لهذا الموضوع هو صحوة المسؤولين – حتى وإن كانت متأخرة بتخصيص مبلغ وقدره (102) مليون دينار ليبي لإعادة صيانة ملعب المدينة الرياضية في بنغازي دفعة أولى، وستلحق بها دفعات أخرى والذي أتمناه أن تبتعد الأيادي الآثمة التي تحاول أن تحشر نفسها في أي مشروع لتجد عمولتها دون حياء.. إن هذا الملعب له تاريخ مُشرذف حيث كان شاهداً على ولادة نجوم كبار في كرتنا المحلية، إلى جانب النجوم السابقين الذين عاصروا ملعب 24 ديسمبر والمدينة الرياضية وكان نموذجاً للفن المعماري الحضاري عندما تم تسليمه وأقيمت عليه أول مباراة في تصفيات الأندية الأفريقية بين فريقَي التحدي والإسماعيلي في ديسمبر 1969، والأهلي لعب فيه أولى مبارياته ودياً مع الزمالك بتاريخ 14/12/1969 شارك فيها اللاعب الدولي الهاشمي البهلول شفاه الله مع الأهلي قبل رحلة المغرب، وكذلك شهد مباريات اعتزال عدة لاعبين وأيضاً مباريات لصالح أُسر بعض الفنانين والرياضيين القدامى، وشهد دوري ليبيا في مجموعة واحدة ومباريات كبيرة بين أشهر الفرق الليبية ونجومها.. أتمنى أن أرى هذا الملعب في حلته الجديدة ويقارَن بملاعب دول الخليج أوليس من حق شبابنا أن يزاولوا اللعب في ملاعب عصرية، فأهل الخليج لديهم النفط والغاز ونحن كذلك نملك النفط والغاز والفارق بيننا أن المسؤولين في العقود الماضية لا يُحبون الرياضة ولا يهتمون بها، وسبق أن قالوا لو إن المدن الرياضية تُباع لقمنا بذلك.. إنه لمن العيب على دولة مثل ليبيا أن تكون ملاعبها أسوأ من ملاعب أفقر الدول الأفريقية، وحتى أيام الاحتلال الإيطالي قامت الحكومة الإيطالية ببناء ملعب نموذجي في مدينة بنغازي سنة 1931مقابل مدرسة الأميرة وبالقرب من ضريح عمر المختار، إنه من حق الشعب الليبي أن يتمتع بثروات بلاده التي حباها الله بها في شتى المرافق، ويارب سخّر لنا أيدي شريفة وتخاف الله حتي تعود لملعب بنغازي بهجته وينجلي من على قلبه الهمّ بعد أن سرقوا معظم محتوياته أمام عينيه، إن الدينار الحلال هو الذي يُسخّر لمصلحة شباب الوطن وليس في جيوب سراق المال العام، وبالنسبة لملعب المدينة الرياضية بطرابلس فقد زاره رئيس الحكومة متعهداً بإعادته لاستقبال المباريات الدولية وكذلك مباريات الدوري، وإلى أن يتم ذلك يعتبر خارج الخدمة، ولهذا سيظل دورينا المسكين أسير ملاعب الأندية التي لا تساهم في تطوير الكرة ولا الدوري لأنها أصلاً أُعدّت لتدريب فرقها، ويا خوفي أن يُنقل إلى ملاعب بعض المدارس والله يسامح من كان السبب في ضياع ملاعب المدن الرياضية وإقامة مباريات الدوري في مختلف ملاعب الأندية، وقد ذكّرني ذلك بأبناء القطة التي تظل أمهم تنقلهم من مكان لآخر في كل مرة، وإلى أن تعود لنا أجواء ملاعب المدن الرياضية سيظل دوري الكرة في بلادنا باهتاً لا طعم ولا رائحة له رغم مئات الملايين التي تتكبدها الأندية في تعاقدها مع اللاعبين سعياً منها لنيل البطولة أو البقاء في الدوري.

زر الذهاب إلى الأعلى