في كل دول العالم المتقدمة تكون المناصب الرياضية القيادية “رسمية” تخص مسؤولين بالمؤسسات والوزارات والهيئات العامة أو (تطوعية) تتعلق باللجان الأولمبية والاتحادات الرياضية عامة كانت أو فرعية خاضعة لأسس ومعايير ومؤهلات معينة بغض النظر عن كونها تتم عن طريق التعيين أو (الانتخابات) وبالتالي فإن الوصول إليها يظل أمرًا صعب المنال؛ لضمان الرجل المناسب في المكان المناسب لكن في الدول (المتخلفة)، و نحن لم نخرج بعد من هذه الدائرة، قد لا يكون الأمر كذلك وكثيرًا ما حسمت الأمور المحاباة والمجاملات والعلاقات السلطوية والاجتماعية والأسرية والمادية على وجه الخصوص، والوعود الانتخابية إن كانت هناك انتخابات، ولن أحدد أسماء وصلت إلى مناصب قيادية في الرياضة لا تملك من المؤهلات التي ذكرنا شيئًا لأن ذلك لا يغني ولا يسمن من جوع !!
لا شك أنه من المهم أن يتولى رئاسة المؤسسات الرياضية و الهيئات والاتحادات رياضيون بارزون، لكن لابد أن يقترن ذلك بمؤهلات علمية و ثقافية و قيادية، مثلما هو في دول العالم المتحضر المتقدم رياضيًا، حيث تمت الاستعانة ببعض النجوم المرموقين لتولى المناصب اعتمادًا علي نجوميتهم وشهرتهم دون وجود المؤهلات الأخرى، ففشلوا، و بالمقابل هناك من حقق النجاح اعتمادًا علي النجومية والشهرة والمؤهلات العلمية والثقافية، وعلى سبيل المثال فإن “سيباستيان كو” رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى الحالي كان بطلاً أولمبيًا بارزًا لكنه لم يعتمد علي ذلك فقط، فهو يحسن الحديث أفضل ممن ترأسوا الحكومات البريطانية !
لكن “بيليه” فشل عندما عيّن وزيرًا، و كثيرًا ما كانت تصريحاته مخالفة للواقع في عالم الكرة التي يحمل تاجها و فشل مارادونا كمدرب !
إن بيليه ورونالدو الظاهرة ورونالدينو و فيجو و غيرهم من النجوم قد يستفاد من نجوميتهم وسيرتهم الرياضية في مهام إنسانية كسفراء للأمم المتحدة في هذا الجانب، ونجحوا في ذلك، وإن التنافس على رئاسة الاتحادات الرياضية والمؤسسات في العالم يتم من أجل تحقيق التقدم، وعندنا يتم ذلك من أجل الشهرة والمكاسب دون المقومات.
وحتى لا أُتهم بالتحامل؛ فإن الإعلام الرياضي لا يختلف حاله عن حال المؤسسات الرياضية والاتحادات، ويتأكد ذلك من خلال ما نقرأه في شبكات التواصل والصحف والقنوات.