هي مسابقةٌ قديمةٌ كانت تُقام منذ زمن لكنها آلت إلى الفشل؛ لأنها لم تنل اعترافًا من الاتحاد الدولي، الذي نظر إليها كمسابقةٍ “عنصريةٍ”، وأنه لا يعترف إلا بالمسابقات الدولية أو القارية.
الذي تغير؛ هو أن قطر ستنظم نهائيات كأس العالم، وأن المسابقة ستكون تجربةً قبل “المونديال”، يمكن القياس عليها، من حيث توفر الجواء المناسبة للمنتخبات العالمية في الملاعب كالطقس والتنقل ومستوى التنظيم، وما إلى ذلك ممّا توفره البطولة من خبرة للمنظمين.
وحتى يشجع الاتحاد العربي المنتخبات العربية على المشاركة بالمستوى الأعلى؛ فإنه خصّص جوائز مالية كبيرة ولذلك فإن كل الأقطار العربية أعلنت عن مشاركتها بأفضل لاعبيها، لكن مع ذلك؛ فإن اللاعبين المحترفين المرموقين في ملاعب أوروبا لن يكونوا متحمسين للتواجد مع منتخباتهم لأسباب تتعلق بحرصهم على تفادي الإصابات وهم مقبلون على تصفيات كأس العالم وهي الأهم، وأن التواجد في النهائيات هو الحلم الأكبر، ناهيك عن عدم رغبة أنديتهم في السماح لهم بمشاركات طارئة ذات مستوى أقل، وليست ضمن القوانين التي تنظم العلاقة بينهم وبين أنديتهم، ولذلك؛ فإن جلّ المنتخبات ستعتمد على المحترفين في ملاعب العرب، لدعم اللاعبين في الدوريات المحلية.
ومع ذلك؛ فإن منتخبنا الوطني صنّف ضمن المنتخبات الأضعف في البطولة عندما جرت القرعة لتوزيع المجموعات، وفُرض عليه أن يخوض دورًا تمهيديًا مع السودان، الذي صنّف هو الآخر ضمن المستوى الأدنى مع منتخبات جيبوتي والصومال وجنوب السودان وجزر القمر، وجميعنا يعرف مستويات هذه المنتخبات المغمورة ونحن لا نفوقها في شيء!!
مع ذلك؛ فإن منتخب السودان الذي سنلاعبه لن يكن سهلًا، ولا أظن أننا قادرون على تخطّيه بسهولة، وإن حصل ذلك؛ بات الخروج المبكر أمرًا واردًا!
ولأننا ودّعنا تصفيات كأس أمم أفريقيا مبكرًا، رغم أن مجموعتنا لم تضمّ من المنتخبات المصنفة سوى تونس، ولم نتمكن حتى من مقارعة غينيا الاستوائية؛ فذلك لا يعني إلا أنه علينا أن نعيد النظر في وضعنا الكروي ليس داخل قارتنا بل على المستوى العربي الأدنى.
أما كيف يتم ذلك؟ فالأمر لا يحتاج إلى تخمين، فلا تطور في الكرة أو غيرها من الرياضات دون إمكانيات وأسس، كما هو الحال في بقية دول العالم، فقيرها قبل غنيها؛ فنحن لم نجنِ من سياساتنا الكروية والرياضية عمومًا، سوى الصراعات على الكراسي والتعصب والتجوال والفشل!!