اراء

من نجوم الأمس

خليفة بن صريتي‎‎نجم اليوم هو أحد اللاعبين المميزين في كرتنا المحلية وقد عرف بمحبوب الجماهير الكروية لتواضعه وبساطته وحسن تعامله مع الآخرين وفهمه الحقيقي لمعنى الرياضة من خلال منافساتها الشريفة ، ويعد أحد أبرز اللاعبين الذين تألقوا ضمن تشكيلة فريق الأهلي بنغازي الأول لكرة القدم خلال منتصف الثمانينات وحتى مطلع التسعينيات.

إنه اللاعب فتحي جمعة الموهوب صاحب المجهود البدني السخي والحركة الدؤوبة التي لا تهدأ طوال زمن اللعب ، والجندي المجهول دائما في كل المباريات والذي لم ينل حقه من جانب الإعلام الرياضي ولم يحظى كذلك بالقدر الكافي من تسليط الضوء على مسيرته الكروية التي بدأت متأخرة بعض الشيء حيث التحق في أواخر السبعينيات بنادي السواعد ولعب مباشرة بالفريق الأول دون أن يمر على باقي الفئات السنية ويدين بالفضل في تقديمه للملاعب إلى المرحوم المدرب الوطني محمد الهبري غير أن تجربته مع فريق السواعد لم تستمر طويلاً ، حيث انتقل في الموسم التالي للعب ضمن صفوف فريق القرضابية بسبها تحت إشراف المدرب الوطني احمد علام – ليعود أدراجه سريعا بعد موسم قضاه مع فريق عاصمة الجنوب إلى مدينة بنغازي.

وتم اختياره خلال مطلع الثمانينيات ضمن صفوف منتخب ليبيا العسكري برفقة عدد كبير من اللاعبين الدوليين ، وكان لبروزه اللافت مع المنتخب العسكري دورا كبيرا في لفت أنظار وانتباه عدد من المدربين والمهتمين بضمه إلى فرقهم والظفر بجهوده فكان فريق الأهلي بنغازي المحطة الكروية الثالثة في مسيرته التي واصل فيها رحلة التألق لعدة سنوات ومواسم حيث شارك معه في لعب الأدوار الرئيسة الأولى منذ أول ظهور له في موسم 84 – 85 ، كما شارك مع الفريق في تمثيل كرة القدم الليبية عام 1986 في بطولة الأندية الأفريقية وتوج مع الفريق بطلا للدوري الليبي لكرة القدم مع المدرب الراحل – عبد الجليل الحشاني – في الموسم الرياضي 90 – 91 .

كما شارك أيضًا مع فريق الأهلي في المشاركة الأفريقية الثانية في رصيده عام 1992 أمام فريق أولمبيك نيامي بطل النيجر وهو آخر مواسمه الكروية مع الأهلي ، حيث قرر بعدها اعتزال الملاعب لكنه عاد مجددا للعب مع فريق الهلال بعد أن أقنعه المرحوم المدرب عبد الجليل الحشاني بأنه لازال قادرًا على العطاء وضمه لفريق الهلال الذي كان يقوم بتدريبه في ذلك الوقت ليكون محطته الكروية الأخيرة قبل اعتزاله النهائي للملاعب بهدوء.

أما مع الفريق الوطني فكانت له تجارب عدة غير أنها لم تستمر طويلا في عام 1992 مع المدرب البرازيلي مارينهو وقبلها كانت له تجربة قصيرة مع المدرب الراحل محمد الخمسي وشارك في عدد قليل من المباريات الودية الدولية حيث لم تكن وقتها المشاركات الدولية الرسمية منتظمة ويعتز لاعبنا بالكثير من المباريات المحلية التي خاضها مع الأهلي بنغازي أبرزها أمام النصر والتحدي ولم يكن في رصيده عدد من الأهداف بحكم طبيعة لعبه الدفاعية غير أنه أحرز أهدافًا قليلة حاسمة أبرزها في شباك التحدي والأخضر.

وقد عرف عنه إخلاصه للغلاة التي حملها والتزامه بالروح الرياضية العالية طيلة مسيرته الكروية مما أكسبه محبة واحترام الجميع ، وبعد ترك اللعب لم يمارس أي مهمات رياضية بل اكتفى بالمشاركة في بعض مباريات الرياضيين القدامى واسترجاع ذكريات الزمن الجميل مع رفاق الأمس.

فالتحية والتقدير والاحترام للاعب الخلوق فتحي جمعة صاحب المسيرة الكروية ناصعة البياض والمفعمة بالعطاء والتفاني مع تمنياتي له بأن يديم الله عليه نعمة الصحة والعافية والعيش السعيد مع أسرته الكريمة

 

زر الذهاب إلى الأعلى