من المؤكد أن وجود لاعب في قيمة النجم الأرجنتيني ميسي في الدوري الفرنسي؛ سيجعل سان جيرمان ضمن أقوى إن لم يكن الأقوى في أوروبا خاصةً أن التشكيلة الباريسية مدجّجة بنجوم آخرين ضمن الأبرز على الساحة العالمية مثل نيمار وإمبابي وفيراتي و إيكاردي وراموس ودي ماريا وآخرين، لكن لا أظن أنه سيضيف شيئًا للدوري الفرنسي من حيث القوة لأنه كان الأضعف بين الدوريات الخمسة الكبرى في أوروبا رغم قوة سان جيرمان بين فرقه قبل قدوم الجوهرة الأرجنتينية ذلك أنه وإن فاز بكل الألقاب الممكنة داخل فرنسا؛ فهو الذي احتكرها من قبل ليس قبل قدوم ميسي بل وقبل قدوم نيمار ومبابي ولن يضيف ميسي شيئًا إذا عاد اللقب للفريق وقد خطفه العام الماضي فريق ليل رغم الفوارق الفنية والمالية بينه وبين فريق العاصمة الفرنسية.
وما من شك في أن الخليفي الذي سعى منذ ملكيته لبطل فرنسا للفوز بدوري الأبطال واستقدم كل النجوم الممكن استقدامهم لم يأت بأحسن لاعب في العالم ست مرات إلا لهذا الغرض، ومن أجل ذلك دفع أموالاً طائلة معلنة و غير معلنة وعلى استعداد لإنفاق المزيد.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل سيكون ميسي قادرًا على تحقيق طموحات الخليفي وجماهير الفريق الفرنسي؟
ومع احترامنا وتقديرنا لكل نجوم الفريق قديمًا وحديثًا؛ فإنه لا أحد يضمن الفوز بلقب قبل أن يصبح ذلك أمرًا واقعًا فمباريات الكرة لم تكن نتائجها مرتبطة دائمًا بلاعب ولو كان في حجم بيليه أو مارادونا أو ميسي، الذي لم يفز بـ”كوبا أمريكا” إلا وقد أوشك على الاعتزال ولم يفز بكأس العالم بعد!
مع أنني أدرك تمامًا قدرة البرغوث الأرجنتيني على قلب الموازين في أي لحظة وفي أي مباراة، لكن وجوده لم يَحُل دون إلحاق هزائم قاسية ببرشلونة في الدوري مع فرق صغيرة مثل غرناطة وليفانتي وقادش، وفي دوري الأبطال أمام روما و ليفربول وسان جيرمان ويوفنتوس وأمام بوليفيا في قارة أمريكا.
لقد خسرت البرازيل كأس العالم عام 1982 وهي تملك فريق الأحلام الذي قد لا يتكرر، وعلى مستوي النوادي؛ فاز ليستر سيتي بدوري إنجلترا في وجود كبارها تاريخًا ونجومًا، فمباريات كرة القدم؛ مليئة بالمفاجأت وقد سطر ميسي مجدًا مع برشلونة وحقق معه ما لم يحققه لمنتخب بلاده.. فهل تساعده الظروف على تحقيق أحلام “الخليفي” والفرنسيين عمومًا، وذلك سيكون أمرًا ممكنًا في وجود نجوم مهرة لكن دوري الأبطال؛ فاز به تشيلسي في آخر مرة في وجود السيتيزين وبايرن والريال واليوفي وبرشلونة بقيادة ميسي.
والخلاصة أن سان جيرمان يضمّ حاليًا نجومًا فوق الخيال، لكن مع ذلك؛ لا ضمان للفوز بدوري الأبطال!
