اراء

نريد الألقاب ولا نأخذ بالأسباب

عامر جمعة
عامر جمعة

من وجهة نظري الخاصة على الأقل لا أرى مبرراً للتشنج وصبّ جم الغضب على المدربين واللاعبين؛ لمجرد أن تخرج منتخباتنا وفرقنا المشاركة في البطولات القارية والعالمية والمتوسطية وحتى العربية، بنتائج سلبية، ولا أظن أن المشاركة أصلاً تمت من أجل الخروج بالنتائج الباهرة، لأن ذلك تضليل للرأي العام فنحن لم نتعود أن نُحقق ذلك من قبل، حتى أننا مازلنا نتباهى ونفخر لمجرد وصولنا لمباراة نهائية أو نصف نهائية مرّ عليها الزمن، في وقت طوت فيه إيطاليا وفرنسا صفحتي بطولتي أوروبا، ويُركزان على تصفيات كأس العالم، وطوى الأهلي المصري صفحات عشر بطولات أفريقية وترك الحديث عن الماضي للزمالك،

ولأن النتائج في الرياضة عموماً تظل مرتبطة بالمقومات، ولن أذكرها لأن كل المُولعين بكرة القدم يعرفونها ونحن لم نوفرها.
ومع ذلك فإنه لو توفرت الإمكانيات لبعض المنتخبات أو النوادي فان الفوز بالبطولات الأفريقية لم يكن رهن احتكار منتخب أو فريق مُعيّن، وإن كان الأهلي المصري سيطر أكثر من غيره على دوري الأبطال لأنه وفّر ما لم يُوفره فريق آخر، ولا يرتبط ذلك بوفرة النجوم بقدر ما يرتبط كذلك بمؤسسة تُدار بطريقة نموذجية خالية من الارتجال الذي يسيطر على نوادينا مثلاً، وعلى المؤسسات الرياضية عموماً.

لماذا نشتاط غضباً ونطعن في إمكانيات كلِ المدربين واللاعبين لمجرد خسارةٍ أو خروج من تصفيات قارية أو عالمية ونحن ندرك أننا لم نصل بعد إلى ما يُؤهلنا لتحقيق طموحات المشجعين، سواءً على صعيد النوادي أو المنتخبات وليس ذلك بمفاجأة، بل إن المفاجأة لو فزنا بلقب قاري في وجود منتخبات الجزائر والسنغال والكاميرون وساحل العاج وغانا ونيجيريا، وحتى مصر وتونس والمغرب، وفي وجود فرق الأهلي القاهري ومازمبي وصن داونز والوداد وحتى الزمالك والترجي، مع ظهور منتخبات وفرق تتقدم رغم قلة إمكانياتها ونتأخر لسوء إداراتنا.

يا سادة الخسارة واردة وإنّ أي لقب للمنتخبات أو للأندية في أيّ بطولة لن يفوز به إلا فريق واحد، ولذلك فإن كل المنتخبات والفرق الكبيرة قد تُخفق مرات، كما تنجح في أخرى، فتأخذ بالأسباب لكي تنهض في صراع الأقوياء ولا تفعل كما نفعل فنواصل الارتجال ونُغرد خارج السرب.

ألم تخسر بلجيكا لقبين كبيرين في أوروبا ولم تفز بكأس العالم، بعد أن أطاحت بالبرازيل مع أنها تملك أبرز النجوم وتتصدر التصنيف العالمي، ألا تتلقى فرق ريال مدريد ويونايتد واليوفي وبرشلونة الهزائم الكبيرة، لكن ردود أفعالهم تختلف عن ردود أفعالنا السلبية، وكأننا أكثر منهم تقدماً ونحن لا نملك بنىً تحتية لكرة القدم وللرياضة، وفي ظل اتحادات فاشلة تعاقبت وإدارات للنوادي تسير وفق أهواء نفر من المشجعين؛؛

 

زر الذهاب إلى الأعلى