نستحقه عن جدارة
قبل انطلاق قطار الدوري كنا قلنا إن مسلسل إقالة المدربين سيكون هو أهم عناوين الدوري، وبالفعل أولى الحلقات كانت في الأسبوع الأول عندما أقال الصداقة مدربه واستمر في أغلب الأسابيع في المجموعتين، والآن نرى أن الأربعة الكبار المرشحين للدور الرباعي وهم الأهليان والاتحاد والنصر، ثلاثة منهم قد أقالوا مدربيهم بل منهم من أقال أكثر من مدرب ولم يحتفظ بمدربه، إلا الأهلي بنغازي، ومع بداية شوط الإياب ستكون النتائج لها دور في تحديد مصير الفرق سواء تلك التي تسعى للبطولة أو التي تجاهد للفكاك من كماشة الهبوط، ودائما ضحايا هذه المنافسة هم المدربين ولذا سيتواصل مسلسل إقالة المدربين باعتباره في نظر إدارات الأندية هو علاج للإخفاق، وهي نظرة خاطئة إذ إن المدرب لا يملك عصا موسى ولا يمكن لجهده أن يثمر في أسبوع أو شهر، كما أن المدرب الذي يعمل تحت ضغط الإقالة لا يمكن له أن يحقق النجاح، ومسلسل إقالة المدربين هو كالإفراط في استهلاك المسكنات يدمر الصحة على المدى البعيد، ولا نعتقد أن هكذا سياسة ستخدم الكرة الليبية بل ستدمرها وتزيد من هبوطها، وهي في الأساس مدمرة ولو لاحظنا أنه في الدوري العام لا يوجد فريق قد احتفظ بمدربه لموسمين فقط، مما يجعل الفرق لا تغادر المربع الأول، وهذا لأن إدارات الأندية تحت سيطرة المتعصبين من جمهورها وهي عقلية غير ناضجة ولا يمكن لها أن تدرك خطورة ما تقوم به من إجراءات تدمر به فرقها، ويستحق الدوري الليبي أن يكون الدوري الأكثر استهلاكا للمدربين مقارنة ببقية دوريات العالم، وأعتقد أننا نستحق التميز العالمي بهذا السلوك وأن نُمنح هذا اللقب من الاتحادين الكاف والفيفا، وعلى الأقل نحصل علة لقب عالمي لا ينافسنا فيه أحد، وهي فوضى، ولكن أيضا للفوضى أرقام قياسية ونحن أحق بها من سوانا ونستحق هذا اللقب عن جدارة.