هكذا أرادت القرعة!!
شكّلت قرعة الدور الربع النهائي لكأس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم الحدث البارز الذي طغى على كل الأحداث والاستحقاقات المحلية في منتصف الأسبوع الحالي، كون القرعة قد أوقعت الجارين الكبيرين في قمة هذا الدور بلقاء مباشر ومرتقب، سيجمع الاتحاد والأهلي بطرابلس في مواجهتين منتظرتين سيكون ملعب شهداء بنينا ببنغازي مسرحاً لهما.
هي قمة بالفعل وقبل أن تبدأ ضربة بدايتها.
فلأول مرة في تاريخ الناديين وعلى مستوى الكرة الليبية عموماً، يلتقي الفريقان وجهاً لوجه من أجل الترشح للدور النصف النهائي من بطولة الكونفدرالية، وستكون المرة الأولى أيضاً التي سيترشح فيها أحد الفريقين على حساب الآخر للدور المقبل والحاسم، من أجل الاقتراب أكثر من اللعب على إحراز اللقب وبلوغ النهائي.
الشارع الرياضي بمن فيه وبكل مكوناته استقبل قرعة كأس الكونفدرالية باندهاش.. ثمة من باركها واستحسنها لأنها ستفضي في نهاية المطاف إلى فريق ليبي في الدور النصف النهائي، ولو كان على حساب جاره من الطرف الآخر وحتى يجد له موطئ قدم في بلوغ النهائي.. والطرف الثاني تمنى لو أنها لم تجمع الفريقين في هذا الدور وحبذا لو لم يلتقيا في هذه المرحلة، وقد وصف بعض منهم بشيء من المبالغة ما أفرزته القرعة بأنه “مؤامرة” قد حيكت لإبعاد أحد الفريقين في الدور المقبل!! وهذا الرأي لم يجد ذلك القبول لأن ديربيات عربية مشابهة كانت قد أظهرتها القرعة في منافسات وأدوار خلت.
من الضرورة بمكان التسليم بأحكام القرعة شئنا أم أبينا، والأهم من هذه القرعة هو أن الاتحاد والأهلي الليبيين سيلقيان في قمتين حاسمتين تترقبهما وترصدهما عيون محلية وعربية و”كافية” ودولية، وتُشكّل مباراتهما حدثاً سيطغى على كل المواجهات الأخرى التي جاءت بها القرعة، لما يُمثلانه من قيمة فنية وتاريخية وسجلٍ ًحافل بالمباريات والمشاركات، خاصة في هذه التصفيات، وما قدّمه كل فريق من أداء وعطاء مميز يليق به ويمنحه الأحقية والأفضلية لانتزاع ورقة العبور من مرحلة إلى أخرى، حتى الوصول إلى نهاية المطاف وقطف ثمار وحصاد مشوار لم يكن سهلاً أو مفروشاً بالورود!
ننتظر قمة ليبية بنكهة أفريقية تُنسينا ولو مؤقتاً مواجع وفواجع الخروج المذل، الذي هيمن على الكرة الليبية وكتم أنفاسها وجثم على أحلام عشاقها سنين طوال، دون أن يتبدل أو يتغير الحال!