وداعاً نجم الكرة الليبية يوسف إبراهيم.. رحلة قصيرة زاخرة بالإبداع وسوء الحظ والإصابات التي أجبرته على الاعتزال المُبكّر
زين العابدين بركان
ودّعت الأسرة الرياضية اليوم الأحد، نجم الكرة الليبية يوسف إبراهيم بعد رحلة معاناة وصراع طويل مع المرض، ونجم الأهلي بنغازي الكبير – يوسف إبراهيم بدأ مسيرته الكروية في فئة الأشبال عام 1970، ليتحول سريعا إلى الفريق الأول ليحجز مكانه بجدارة بين النجوم الكبار بالفريق الأول في الموسم الرياضي 70 – 71، لتشهد ملاعبنا ميلاد نجم جديد واعد لم يُكمل عامه السابع عشر، له أسلوبه الخاص الذي تفرد به بعد أن حاز على ثقة المدرب المصري الراحل عبده صالح الوحش.
استمرت انطلاقته السريعة وحظي بثقة وإعجاب مدرب المنتخب الوطني وقتها حسن الأمير، الذي اختاره للمنتخب الوطني الأول المشارك في دورة الاجلاء الثانية عام 1971، التي أقيمت بطرابلس إلى جانب أبرز نجوم الفريق وقتها، والتي كان خلالها هداف المنتخب الأول بلا منازع،
وكان ثاني هدافي البطولة الدولية بعد أن أحرز أربعة أهداف رائعة في شباك منتخبات فلسطين، وهدفاً في شباك المنتخب العسكري الليبي، وهدفاً في شباك حسن مختار حارس مرمى المنتخب المصري، التي انتهت بفوز منتخبنا بثلاثة أهداف لهدفين، وهدف في شباك المنتخب السوداني، وهو هدف التعادل في المباراة النهائية التي حسمها المنتخب السوداني لصالحه بركلات الترجيح ليُتوج بلقب البطولة.
وكان عام 1971 هو العام الذهبي في مسيرة نجم الأهلي الأنيق والنجم القادم بسرعة الصاروخ، إذ استمر تألقه في مباراة فريقه الأهلي بنغازي الودية أمام الأهلي المصري، التي تفوق فيها الأهلي بنغازي بهدفين لهدف، نجح يوسف إبراهيم في افتتاح باب التسجيل وإحراز الهدف الأول، كما شارك النجم يوسف إبراهيم مع فريقه الأهلي بنغازي خلال مشاركته الأفريقية الأولى عام 1971، أمام الترجي التونسي، ومشاركته الأفريقية الثانية أمام الإسماعيلي المصري عام 1973.
ولم يُعمّر نجمنا ويبقى في الملاعب طويلاً، حيث تعرض لإصابة بليغة لعينة على مستوى الركبة، في منتصف السبعينات عجّلت باعتزاله المبكر رغم محاولته تحدي الإصابة اللعينة، والنهوض أقوى من أي وقت مضى، والعودة مجددا إلى الواجهة إلا أن سوء الطالع ظل مرافقاً له ولصيقاً به.
ولتستمر معاناته مع الإصابة التي رافقته وظلت ملازمة له حتى الاعتزال، لتضع حداً لمسيرته الكروية القصيرة، لتجبره على الاعتزال المبكر والنهائي، ليكتفي بهذه الحكاية المثيرة القصيرة الفريدة من نوعها في ملاعبنا المحلية والدولية، والتي تُعد أقصر فترة زمنية قضاها لاعب فى تاريخ الدورى الليبي، حيث انطلق وبرز مبكراً واعتزل مضطراً في وقت مبكر، وفي أوجّ تألقه ونجوميته وشهرته بعد رحلة قصيرة زاخرة بالإبداع والإصابات وسوء الحظ.
ليتحول إلى مجال التدريب ويواصل رحلة العشق والعطاء لناديه، في رحلة وفاء جديدة، فما فقده في الملاعب من سنوات ومواسم كلاعب عوّضه بالبقاء طويلاً في الواجهة في مجال التدريب، في رحلة امتدت لأكثر من عشر سنوات متتالية، بدأت مع مطلع الثمانينيات وحتى بداية التسعينات توجها بنجاحات كبيرة، حقق خلالها العديد من النجاحات، حيث تولى تدريب فرق الشباب والناشئين الصغار بالنادي الأهلي بنغازي، كما عمل مدرباً لفريق الأهلي الأول، وأشرف على قيادة الفريق الأول في منافسات بطولة الصداقة العربية، التي أقيمت بالإسماعيلية عام 1989، ومدرباً مساعداً للمدرب المصري محمود السايس الذي قاد فريق الأهلي بنغازي مطلع التسعينات، كما قدّم لفريقه عشرات المواهب الواعدة التي تألقت وبرزت فيما بعد، وتألقت مع فريق الأهلي بنغازي الأول لسنوات ومواسم عديدة، ومع المنتخبات الدولية.