اراء

أبعد من السداسي!

علي العزابي
علي العزابي

وأخيرًا، تمخض الجبل فولد فأرًا، وانطلق الدور السداسي في تونس وليس في مصر أو في قطر أو في المغرب.

وبعد عناء وأخذ ورد ووعود تركت العديد من الأسئلة مفتوحة على مصراعيها حتى كدنا نشك في إقامة هذا السداسي المنتظر!

الآن، نحن في قلب السداسي وقد مضت جولة منه تعادل فيها من تعادل وفاز فيها من فاز.

ولم نشعر حتى اللحظة أن سداسينا الذي هجر طوعًا أو قسرًا إلى الملاعب التونسية سيختلف كليًا لو أقيم هذا السداسي على ملاعبنا، فباستثناء أرضية الملاعب فالحال لا يختلف كثيرًا عما اعتدنا عليه في دورينا وربما لا يستدعي كل هذه الزوبعة وتضخيم الموضوع وكأن الدوري السداسي المتمم لبطولة دورينا سيكون مختلفًا شكلاً وموضوعًا وسنشاهد سداسي من نار وبريمرليغ ليبي من طراز مغاير..!

فنيًا، المستوي الفني عادي جدًا لو استثنينا مباراة الأهلي طرابلس والنصر التي كانت إلى حد ما أفضل من مثيلاتها في الجولة الافتتاحية، وتنظيميًا؛ فالأمور لم تكن على درجة عالية من الاحترافية كما كنا نتوقع.

مباراة الأهلي طرابلس والنصر تأخرت عن موعدها قرابة نصف ساعة وتقنية “الڤار” وليس “الفار” تعطلت أو عطلت في ذلك اليوم، وطاقم التحكيم الأجنبي الذي استقدمه اتحاد الكرة لا يختلف مستواه كثيرًا عن مستوى حكامنا خاصة الطاقم السعودي أراه عاديًا وليس بتلك القيمة الفنية الكبيرة!

إعلاميًا؛ السداسي لم يحظ بأي اهتمام إعلامي تونسي رغم أنه يقام في ملاعبهم وبالقرب منهم ومن مقر سكناهم و خمسة من بني جلدتهم يقودون أعرق فرق سداسينا فضلاً عن أن وفرة من لاعبيهم ينشطون فيما بيننا ويمثلون ثقلاً في دورينا!

كل ذلك لم يحرك ساكنهم ويزحزح ضمائرهم في الاهتمام بضيوف لهم أتوهم راغبين أو مكرهين أو حتى مجبرين في القيام على أقل تقدير بواجب الضيافة نحوهم والسؤال عنهم وعن سداسيهم ومتابعة أخبارهم وأخبار لاعبيهم وتوقعات مدربيهم والتعرف عليهم عن قرب حتى يكوّنوا صورة حقيقة عن مستوى اللاعب الليبي والكرة الليبية عمومًا، لكن شيئا من ذلك لم يحدث وإن حدث فهو على خجل وفي استحياء!

(وزي ما قالوا الناس لوله .اللي يطلع من دارة إيقل مقدارة) ونحن خرجنا من دارنا نلهث وراءهم ووراء فنادقهم وملاعبهم بحجج وذرائع واهية وأغدقنا عليهم الملايين وأنعشنا اقتصادهم ونشطنا موسمهم السياحي بما لا يخطر على بالهم ولم يكن في حسبانهم أن تأتيهم هذه الفرصة وكأنها مائدة من السماء أو كنز ظهر من جوف الأرض!

فعلاً.. “أرزاق تساق” والدنيا بخوت ونصيب!!

زر الذهاب إلى الأعلى