اراء

أبعد من السداسي”2″

علي العزابي
علي العزابي

رغم المصاريف الباهظة التي تكبدتها الدولة الليبية وأنفقتها بسخاء وكرم حاتمي لعيون الدوري السداسي ولكل المنتميين إليه، واسترضاء لاتحاد الكرة وللفرق المشاركة فيه وكي يظهر هذا الدور بشكل مغاير، ومحاولة تجميلة عن كل السداسيات الماضية التي أقيمت في ملاعبنا وبحكامنا وبين جماهيرنا بمبلغ مليوني دفعته حكومتنا الرشيدة كان كافياً لإنشاء ملعب جديد بدل هذه الهرولة التي شاهدناها نحو الديار التونسية في مشهد لن يمحى من ذاكرة الكرة الليبية.!
لن أتحدث عمن سيحرز اللقب ومن هو الفريق الأقرب إلى نيله وما هي حظوظ كل فريق ومن هو الفريق الأفصل من بين الفرق الستة المتنافسة؟ بل ما يهمني عمومًا هو المستوى الذي ظهرت عليه أغلب الفرق وحالة الخوف من بعضها البعض وعشوائية الأداء وضعف اللياقة البدنية وسوء التمركز داخل الملعب، والبطئ الشديد في نقل الكرة داخل الملعب والتمريرات الخاطئة التي عادة ما كلفت بعض الفرق أهدافاً ساذجة وبدائية مع كثرة هفوات حراس المرمى، فضلاً عن الألعاب الخشنة والعرقلة العمدية التي سبب فيها بعض اللاعبين وكلفتهم غالياً، خاصة في وجود تقنية “الڤار” التي كشفت عما ارتكبوه من أخطاء من خلال الإعادة التلفزيونية الدقيقة!
الدوري السداسي المنتظر والذي أوهمنا اتحاد الكرة أن بنقله إلى الملاعب التونسية سيكون مغايراً ومفاجئاً للجميع، وكأننا سنشاهد دورياً مختلفاً تماماً عما شاهدناه في مرحلتيه السابقتين، لم يتحقق منه شيء وذهبت كل توقعاته وتخميناته أدراج الرياح، ولم نلاحظ أية تغييرات ولا تحسناً في المستوى الفني إلا فيما ندر، وكأننا لازالنا في بداية الدوري رغم أن السداسي يضم نخبة الفرق المترشحة عن مجموعتيهما التي احتلت التراتيب الثلاثة الأولى في كل مجموعة، وخولت لها الدخول إلى معترك التتويج والفوز باللقب. لتكون أهلاً للوصول إلى نهاية المطاف وقطف ثمار الموسم الذي طال انتظاره!
نحن مازلنا نترقب ما ستؤول إليه خلاصة هذا السداسي الذي جاء رتيباً ومملاً تعب فيه اللاعبون والفرق، وأعيتهم كثرة التوقفات والتأجيلات التي سبقت انطلاقته، فظهر اللاعبون كمن يجر أقدامه جراً من الإعياء والإرهاق، وكأني بهم ينتظرون بفارغ الصبر نهاية هذا السداسي الممل وهذا الضيف الثقيل الذي لم يعد مرغوباً فيه وأصبح عبئاً عليهم ينبغي التخلص منه وفي أسرع وقت ممكن!

زر الذهاب إلى الأعلى