الرياضة الليبية

أبوحلفاية.. الحارس العملاق الذي برز مع السواحل وتألق مع الفهود

يبقى حارس المرمى الدولي السابق فتحي أبوحلفاية، أحد أبرز حراس المرمى الذين برزوا وبرعوا بملاعبنا المحلية خلال فترة السبعينيات وهي الفترة التي كانت تزخر بعمالقة حراس المرمى بليبيا في مختلف فرق الأندية المحلية.

 

ظهور مبكر مع السواحل

جاء ظهور هذا الحارس العملاق مبكرًا مع فريق السواحل الذي تدرج سريعًا بمختلف فئاته حتى الموسم الرياضي 74 – 75، وهو الموسم الأول لفريقه السواحل الصاعد حديثًا لدوري الأضواء لأول مرة في تاريخه تحت قيادة المدرب القدير الراحل عثمان زغبية، بعد تألقه في تصفيات الصعود بتفوقه في آخر مبارياته الحاسمة أمام الأوراس بدرنة ليسجل ظهوره الأول في دوري الشهرة، ومنذ تلك المباراة برز اسم حارس المرمى فتحى أبوحلفاية، وبدأ الجمهور الرياضي يردد اسمه ويتعرف عليه عن قرب من خلال براعته وذوده عن شباك السواحل في مواجهة أبرز وأقوى الفرق المحلية وقتها، حيث لعب أول مباراة رسمية له في ملاعب الدوري الممتاز أمام فريق الوحدة وفقدها السواحل بهدف لصفر بطرابلس.

 

وقاد فريقه الجديد لسلسة من الانتصارات المهمة على حساب فرق كبيرة سبقته شهرة وتجربة أبرزها الشباب العربي والاتحاد والأفريقى والشرطة وضم وقتها فريق السواحل العديد من اللاعبين الواعدين الذي تألقوا فيما بعد أمثال عبدالعاطى الفسى – وحسن المهدوي – وخليفة العدولي – وخليفة الكوم – وعبدالفتاح الفرجاني – وسرور أبونوارة – وعوض ياسين – وجمعة الترهوني – وأحمد بلعيد وونيس الصويعي.

 

وجسد أبوحلفاية مع السواحل الوفاء فى أبهى صوره ومعانيه حين رفض التخلي عن هذا الفريق الذي قدم له الكثير في أصعب ظروفه عندما تحول وأنتقل العديد من لاعبيه البارزين إلى فرق محلية أخرى. 

 

تلميذًا للأسطورة العملاق إبراهيم المصري

وكان أبوحلفاية من حراس المرمى المحظوظين وقتها بوجود الحارس الأسطوري الراحل الكبير إبراهيم المصري إلى جانبه، وهو الحارس الذي أختتم وأنهى مسيرته الكروية مع فريق السواحل حيث تعلم منه تقنيات وأساسيات ومهارات حراسة المرمى ومنحه الثقة ووقف إلى جانبه كثيرًا وأعطاه من خبرته وتجربته الشيء الكثير، وكان تلميذًا له أثناء الحصص التدريبية وتبادل وتناوب معه الدفاع عن شباك فريق السواحل دعمًا وتشجيعًا من الحارس الأسطورى الطائر الراحل إبرهيم المصري لهذا الفريق الجديد ولهذا الحارس الذي حظي باهتمامه الخاص وأبدى إعجابه بقدراته وإمكانياته الفنية والبدنية.

 

ثلاثة مواسم ناجحة في دوري الأضواء

استمرت مسيرته مع السواحل الذي سجل تواجده بدوري الأضواء ثلاثة مواسم كروية متتالية تألق فيها الفريق في ملاعب الدوري الممتاز كانت أشهرها مباراة فريقه السواحل التي تفوق فيها على بطل الموسم وقتها الأهلي ببنغازي بهدف لصفر، وتواصلت مسيرته حتى غادر الفريق دوري الأضواء في الموسم الرياضي 76 – 77، وهو الموسم الذي توج فيه فريق التحدي ببطولة الدوري الليبي الممتاز.

 

من السواحل إلى التحدي

ولم يكن يدري أن هذا الفريق البطل سيصبح فيما بعد مدافعًا عن شباكه وعرينه وأحد أبرز حراسه حيث تحول بعد موسمين فى أواخر السبعينيات إلى فريق التحدي، عقب اعتزال الحارس الكبير مفتاح حبارة، ليدافع عن شباكه فيما بعد  رفقة زميله رمضان الشبلي، وقدم معه مباريات ومواسم رائعة.

 

وكان مع الفهود فى أفراحه وأزماته ولم يتخلى عن الفريق حتى عندما تعرض لكبوة الهبوط لدوري الدرجة الأدنى في الموسم الرياضي 92 – 93 حيث ظل وفيا له حتى عاد سريعا لدوري الأضواء في الموسم الرياضي 93 – 94 وهو الموسم الذي شهد أخر ظهور له في الملاعب، حيث لعب وعاصر أكثر من جيل مع التحدي أبرزهم الراحل عيسى مخلوف ومحمد فرج وسعيد بوبكر وأبورياقة وطه الساحلي ومصطفى عبدالهادي وأشبير وصلاح الفيتوري والفلاح وجبريل شطوح ومفتاح الوداوي وصلاح الجهاني وفرج ميلود ورمضان الشبلي ورمضان مرسال ليغادر بعدها الملاعب بهدوء ودونما ضجيج بعد أن عاصر عدة أجيال منذ منتصف السبعينيات وحتى عام منتصف عام 1994، وعلى مدى رحلة طويلة حافلة بالمحطات الرائعة والذكريات الجميلة.

 

تجربة ناجحة مع المنتخبات

وكان للحارس العملاق فتحي أبوحلفاية تجربة مبكرة مع المنتخبات الدولية  حين وقع عليه الاختيار لأول مرة عقب تألقه الكبير مع السواحل لتعزيز صفوف المنتخب الليبي للشباب تحت قيادة المدرب الراحل محمد الحداد الشهير باقعيم عام 1975، الذي كان يتأهب للمشاركة في بطولة كأس العرب للشباب بالعراق، كما اختير فيما بعد في مناسبات دولية أخرى مع منتخب بنغازي تحت إشراف المدربين الحاج عبدالعال العقيلي ومحمد الماقني وخميس الفلاح  ولعب له العديد من المباريات الودية الدولية.

 

 كما برز مع منتخب بنغازي في دوري منتخبات البلديات عام 1980 أثناء توقف النشاط الكروي واختير ضمن أبرز حراس مرمى منتخب بنغازي الذي مثل كرة القدم الليبية في منافسات بطولة كأس الكؤوس الأفريقية عام 1981 أمام فريق شوتنغ ستارز بطل نيجيريا، إلى جانب زميليه الحارسين العملاقين الفيتوري رجب ومفتاح الهوني.

وشارك في العديد من المباريات أبرزها مباراة منتخب بنغازي مع منتخب  مختلط أندية أيرلندا فى أواخر الثمانينيات، كما تألق في المباراة الودية الدولية عام 1982، والتي تفوق فيها فريقه التحدي وديًا على النادي الصفاقسي التونسي بهدفين لهدف أحرزهما جبريل شطوح ومفتاح الوداوي.

 

مدربًا لحراس المرمى

كما أسهم أبوحلفاية بخبرته الكبيرة في إعداد وتدريب وصقل العديد من حراس المرمى في عدد من فرقنا المحلية أبرزها التحدي والنصر والنجمة والهلال  والمنتخب الليبي للشباب ولم يبخل بتقديم خلاصة خبرته وتجربته الكبيرة للجيل الجديد من حراس المرمى الشباب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى