أحمد صويدق.. رائد الحركة الرياضية أول وزير للشباب والرياضة في تاريخ ليبيا
في الوقت الذي تمر فيه الرياضة الليبية خلال هذه الفترة والمرحلة بسلسلة من الاخفاقات والعثرات، نستذكر في هذه الأيام المباركة شخصية رياضية وطنية بامتياز قدمت الكثير للحركة الرياضية في ليبيا، في ظل ظروف صعبة واعتزازا بما قدمه هذا الرجل للوطن وللرياضة في ليبيا وعرفانا منا بالجميل والوفاء وفى بادرة ولمسة وفاء تنم عن العرفان بالجميل والاعتزاز بكل الجهود التي بذلت عبر المسيرة الطويلة وفى أمسية احتفالية تكريمية لأحد رجالات الوطن المخلصين في المجال الرياضي قام وفد رياضي كبير ضم عدد من الشخصيات الرياضية والإعلامية بزيارة إلى السيد أحمد صويدق، أول وزير للشباب والرياضة في منزله بمدينة بنغازي.
مؤسس ورائد الحركة الرياضية في ليبيا
السيد أحمد صويدق، متعه الله بموفور الصحة والعافية، من مواليد 1918 بمدينة طبرق وهو مؤسس ورائد للحركة الرياضية في ليبيا، وأول وزير للشباب والرياضة والوحيد الذى تولى ذلك المنصب في تلك الفترة حيث تولى رئاسة الوزارة خلال الفترة من الرابع من شهر أبريل عام 1967 وحافظ على منصبه حتى 31 أغسطس 1969.
وقد كنا حاضرين في هذه الزيارة التاريخية، ولم نفوت فرصة الحديث مع الوزير السابق الذى تجاوز عمره السنة بعد المائة “101 عاما”، والذى عبر عن سعادته الغامرة بلمسة الوفاء والتكريم بحضور عدد من الشخصيات الرياضية والإعلامية والثقافية التى عاصرت تلك المرحلة الزاهية والذين تواجدوا أثناء الزيارة وفى مقدمتهم الإعلامى والمؤرخ المخضرم فيصل فخري، واللاعب الدولي السابق أحمد بن صويد، والإدارى المخضرم علي طافور، والمؤرخ سالم الكبتي، الذين أثروا الجلسة والزيارة، واستعادوا الكثير من الذكريات خلال فترة تولي الوزير قيادة الوزارة، وعددوا مواقفه الوطنية وإخلاصه وتفانيه وأفضاله ومساهماته في مجال الاهتمام ببناء وتشييد الملاعب والمنشآت الرياضية والعمل على رعايتها وتطويرها، إلى جانب اهتمامه بدعم وتشجيع مشاركات المنتخبات الليبية في مختلف المحافل الدولية، والاهتمام بالأنشطة الشبابية والتركيز على تأهيل وبناء الكوادر الوطنية الليبية في مجال قطاع الشباب والرياضة، وإتاحة الفرصة أمام الشباب الرياضى الليبى وتشجيعه من خلال إقامة عدد من البرامج الهادفة والفاعلة التى تشغل أوقات الشباب فيما يفيدهم ويفيد مجتمعهم، ومن أبرز انجازاته مشروع رعاية الشباب وإشرافه على أول حلقة دراسية لرعاية الشباب وأول مشروع عمل تطوعي للشباب في ليبيا ورغم ظروفه الصحية إلا أنه لم يبخل بالمشاركة بالحديث قدر استطاعته رغم ظروفه الصحية واستعادة شيء من ذكرياته بحضور عدد من معاصريه.
وهذا ملخص هذه الجلسة الرياضية .
في عام 1918 شهدت مدينة طبرق التاريخية أحد أبرز مدن الشرق الليبي، ميلاد طفل من رحم عائلة شاء القدر المنصف أن تسهم بهذا المولود في تأسيس الدولة الحديثة التى كانت نتاج جهاد وكفاح وطني بجذوره العميقة، هذا الطفل الذي أنعم الله عليه بأن تزخر مراحل حياته بالكثير من النعم والنفحات العطرة، والتى توجت بأن يكون أول مسؤول في حكومة العهد الملكي، وأن يناط بمسئولية الاهتمام ورعاية قطاع الشباب والرياضة عندما كلف بمهمة تاريخية ليصبح أول وزير لأول وزارة للشباب والرياضة في تاريخ ليبيا.
الحديث تجسيدًا لاهتمام المملكة الليبية بقطاع الشباب والرياضة بتأسيس أول وزارة للشباب والرياضة عام 1967، وتكليفه بهذه المهمة باعتباره رمز من الرموز التي أسهمت بفاعلية وإيجابية في إيجاد القواعد المتينة لبناء هيكل قطاع الشباب والرياضة وفق المبادئ والمعايير والأهداف السليمة التى تهدف إلى إيجاد الإنسان الملتزم والمنتمي معنويًا وسلوكيًا تجاه الوطن الغالي
وتابع ضيفنا قائلا:
مرسوم ملكى يقضى بأنشاء اول وزارة للرياضة
– في عام 1967 أكدت حكومة المملكة الليبية اهتمامها بقطاع الشباب والرياضة بأن صدر مرسومًا ملكيًا بإنشاء وزارة للشباب والرياضة لأول مرة في تاريخها الإداري، وارتبط هذا التأسيس الجديد باختيار أحد الرياضيين القدامى والإداريين ومن أصحاب الخبرة في مجال الإدارة بمختلف فروعها وزيرًا لها واشتمل المرسوم الملكي الكريم بتكليف السيد أحمد عبدالسيد صويدق، وزيرًا للشباب والرياضة، الوليد الحديث وأمل الشباب بمستقبل زاهر لأهم شريحة من شرائح المجتمع وفى مرحلة من مراحل البناء الاجتماعى والإداري والإنساني.
يقول السيد أحمد صويدق: “عندما صدر المرسوم الملكي الكريم لإنشاء وزارة الشباب والرياضة وتكليفي بمهمة وزيرًا لها في هذه الأثناء كانت لدي رغبة شديدة في أن أواصل جهودي في مجال الاقتصاد الذي اكتسبت خلال وجودي في قطاعه خبرة إدارية جيدة، لذلك فقد أبديت وجهة نظري هذه أمام السيد حسين مازق، رئيس الوزراء، الذي فاجأني بالرد الذي أسعدني”.
وأضاف: “شعرت بحجم التقدير الذي نلته عندما تم تكليفي بمهام وزارة الشباب والرياضة، حيث قال لي اختيارك جاء مباشرة من الملك لهذا المنصب المهم والجديد، فقد سبق أن شاهدك الملك في إحدى المباريات عندما كان أميرًا في مصر، والتي جمعت بين فريق الجيش الليبي وفريقًا إنجليزيًا”.
وتابع :”جاء تأسيس وإنشاء وزارة الشباب والرياضة في إطار سعي الدولة الاهتمام بجميع القطاعات الإدارية والإنتاجية من أجل قيام الدولة الحديثة”.
كفاءات ليبية وخبرات مصرية
واصل السيد أحمد صويدق، حديثه قائلا: “كان لقطاع الشباب والرياضة النصيب الأوفر من هذا الاهتمام لذلك فقد تطلب الأمر عقب الإنشاء ضرورة إعداد اللوائح والتشريعات والكوادر الإدارية التي تساهم بإيجابية في تسيير أعمال الوزارة الجديدة لذلك فقد تم الاستعانة بعدد من المستشارين المصريين الأفاضل وتعيين عدد من الكفاءات الليبية التى يشهد لها بالقدرة الإدارية أمثال الأساتذة عمر التومى الشيباني، وعلي يحيى المنصوري، وعلي عميش، وعبدالرحيم النعاس، وأبوبكر الشريف، وأحمد سيالة، ومحمد أيوب”.
وأكمل:”عندما بدأت الخطوات العملية للوزارة استطعت أن أحصل على دعم من مجلس الوزارة في مجال تنظيم المعسكرات التطوعية والدورات الرياضية، وشارك معظم الزملاء من الوزارة في الإشراف على تنظيم المعسكرات التي أفرزت قيادات شبابية ورياضية قادرة على تسيير النشاط الشبابى والرياضي باقتدار وإخلاص”.
استحداث دورة معرض طرابلس الدولي في عهده
ترأس الوزير مجلس إدارة معرض طرابلس الدولي الذي شهد بفضله فترة زاهية من أبرزها استحداث دورة معرض طرابلس الرياضية السنوية التي انتظمت وتواصلت سنويًا بمشاركة العديد من المنتخبات العربية والأجنبية في مختلف الألعاب.
وأختتم ضيفنا حديث الذكريات قائلا: “كنت اعتبر نفسي أبًا لجميع الأندية وأحترم جهودهم طيلة السنين الماضية وانتمائي الحقيقي كان لكل المنتخبات الليبية، ولجميع الألعاب وأنصح المسؤولين اليوم على قطاع الشباب والرياضة بالإخلاص في القول والعمل، فليبيا في هذه المرحلة الصعبة في حاجة لتكاتف أبنائها المخلصين الأوفياء لاستعادة زمنها الجميل”.