أحوال الأندية الرياضية مع احتراف الكرة اللييبة
غريب أمر أغلب الأندية الرياضية، فالواقع تغير من حولها بمائة وعشرين درجة، وهي مازالت تراوح مكانها، فالمسابقات الكروية ومنافساتها المتواضعة وعقود تأهيل اللاعبين وشبه الاحتراف فرضت وجود اللاعب الأجنبي، وفرضت العقود المالية مع جميع اللاعبين، وانطلقت معظم الأندية في كافة الاتجاهات باحثة عن اللاعب أينما كان في الداخل والخارج، كلٌ حسب إمكانياته المادية، لكن الأندية المسكينة تناست كل تلك المبالغ التي تدفعها للاعبين، واستمرت تتعامل معهم مثل الهواة في السنوات الماضية، حيث إن الأندية تدفع المرتبات حسب العقود وتوفر الإقامة لكثير من اللاعبين الذين لم يحققوا لها شيئاً سواء المحليين أو الأجانب. إن الواقع الحالي الجديد يحتم على الأندية استبدال كل لاعب لا يثبت وجوده، ويُقدّم إضافات جديدة للفريق، لأن ذلك يثقل كاهل الأندية ولا أدري متى تفيق أغلب الأندية وتُشكل لجاناً فنية لتقييم لاعبي فرقها بعد وضوح ترتيب كل الفرق في المقدمة والمؤخرة بالمجموعتين، وماذا قدم كل لاعب للفريق، وأن يتم على ضوئها تسريح من ترى أنه لا فائدة ترجى منه والإبقاء على اللاعب الموهوب الجيد. والواقع الكروي يجب ألا تكون فيه مجاملة، فلم يعد هناك ابن النادي الذي قد تجامله حتى نهاية السنة والاعتزال، لأنه أعطى سنوات طويلة للنادي دون مقابل، فالمعنى الحقيقي للاحتراف هو أن يعطى اللاعب بقدر ما يقدم في الملاعب، وكم من لاعب عالة على فريقه في الدوري منذ عدة سنوات، ومازال يتقاضى مرتبات نتيجة لعدم تقييم الواقع الكروي من قبل المختصين، ولسلبية أغلب المدربين الذين يفضلون اللاعب المطيع لهم والمدافع عنهم والإداريين الذين لا يعرفون من الكرة إلا ما يقوله لهم المشجعون، إنها معادلة لا تحتاج إلى أية فلسفة، فالتعاقد يجب أن يكون مع اللاعب الذي يقدم الإضافة ويكون قادراً على العطاء والتأثير في النتيجة، أما توقيع العقود مع كل من هب ودب فقد أضر بهذه الفرق والكرة الليبية إلا إذا كان وراء ذلك شبهة الاستفادة المادية من تلك العقود الضارة مادياً ومعنوياً. وحتى لان نظلم أحداً نعترف بأن هناك لاعبين ليبيين أمثال التهامي والخوجة وغيرهم وبعض العرب والأجانب الذين كانت لهم إضافات مميزة في فرقهم، ومن ناحية أخرى كان هناك لاعبون مجرد مقلب وقعت فيهم أنديتهم، وستظهر أكثر حقيقة المحترفين في الدوري السداسي لأنه المحك الحقيقي لإثبات وجود صاحب الموهبة القادر على المساهمة في تحقيق الفوز، أو من أوجدته صفقة بين مدير أعماله ومندوبي الأندية وعند الامتحان يُكرم المرء أو يهان.