أسطورة الملاكمة الليبية البطل عبدالرحيم الوداوي.. سجل وتاريخ حافل أبهر الأسطورة العالمية كلاي
شهدت الأيام القليلة الماضية عودة أسطورة وبطل الملاكمة الليبية الدولي السابق عبدالرحيم الوداوي ، بعد غياب إلى الواجهة وإلى حلبات الملاكمة التي استعاد شيئا من ذكرياتها الجميلة عندما لبى دعوة أكاديمية بنغازي للملاكمة ببنغازي، وشارك بعدد من الحصص التدريبية العملية بحضور عدد كبير من الناشئين وأسرة الاتحاد الفرعي للملاكمة وعدد من المهتمين بلعبة الفن النبيل التي قضى بملاعبها وحلباتها سنوات طويلة كانت حافلة بالعطاء والإنجازات والقلائد.
والملاكم الدولي الفذ عبدالرحيم الوداوي ، يعد من أبرز وأبرع الملاكمين الذين برزوا على الساحة المحلية والدولية منذ منتصف الستينيات والسبعينيات لما يتمتع به من تكتيك وفنيات عالية ومشهود له بالخلق الرفيع وكان ولازال قدوة حسنة لأبناء جيله وهو صاحب تاريخ وسجل حافل.
من الكفرة إلى بنغازي
الوداوي من مواليد مدينة الكفرة عام 1946 م، وجاء إلى بنغازي عام 1954 حيث كانت بدايته كجندي متطوع في القوات المسلحة الليبية والتحق بمعسكر الفويهات – الدوقادوستا فى جناح التدريب مع المرحوم النقيب إدريس محمود مرواس، ومن ضمن اختصاصات هذا الجناح هو تدريب الجنود وتأهيلهم للقتال، وقبل دخوله القوات المسلحة فهو ملاكم ورياضي من الطراز الأول بالنادي الأهلي بنغازي مند بداية الستينيات حيث شارك في العديد من البطولات المحلية والدولية حقق خلالها انتصارات باهرة ثم تفرغ لنشاطه بالاتحاد الرياضي العسكري ليبدأ مرحلة جديدة مع أبطال المنتخب العسكري للملاكمة.
مسيرة دولية حافلة بالقلائد والانتصارات
بدأت مسيرته مع المشاركات الدولية لأول مرة بالدورة العربية بالقاهرة عام 1965، حيث اختاره وأبدى إعجابه بإمكانياته الكبيرة المدرب الإيطالي لمنتخبنا الوطني “لينجو”، ونال المرتبة الثانية والقلادة الفضية في وزن 81 كلغ، ثم شارك في البطولة العربية التي أقيمت بالجزائر عام 1969، وحاز على القلادة الذهبية، ثم شارك في بطولة محمد علي جناح الدولية بمدينة إسلام أباد بباكستان عام 1976 وأحرز القلادة الذهبية، كما شارك بإيطاليا ونال القلادة الذهبية، ولعب بيوغسلافيا.
ومن المباريات التي شارك فيها وحقق فيها نتائج باهرة البطولة الأفريقية عام 1977، كما شارك في المباريات الاستعراضية التي خاضها الأسطورة العالمية محمد علي كلاي بمدينة بنغازي عام 1974، واستعرض مهاراته على الحلبة صحبة البطل العالمي كلاي أمام الجماهير الرياضية الحاشدة.
وشارك في بطولة العالم العسكرية التي أقيمت بمدينة لاغوس النيجيرية عام 1978، والتي تمكن خلالها من إسقاط البطل الأمريكي بالضربة القاضية في وزن 71 كلغ، ثم خسر أمام بطل إيران بمجموع النقاط.
ومن المباريات المحلية التي برز وتألق فيها فوزه على البطل معتوق الصادق بالنقاط وعلى الملاكم رافع الاثرم بالنقاط كما شارك في دورة معرض طرابلس الدولية وحاز على القلادة الذهبية.
الحنين للعبة بعد الاعتزال
اعتزل الملاكمة أواخر السبعينيات بعد صدور قرار إلغائها لكنه مع عودة نشاطها عام 2011، عاوده الشوق والحنين ليجدد ذكرياته ويساهم فى الإشراف على إعداد النشء وجيل جديد ليساهم بخبرته وتجربته الدولية، حيث قام بالتدريب فى أكاديمية بنغازي لتعليم النشء الفن النبيل، واختير عضوًا فى أول لجنة فنية عامة بعد عودة رياضة الملاكمة عام 2011 صحبة كل من زملائه جبريل الزغداني ويوسف كويدير وفوزي الشريف وغيرهم، وساهموا بجهد واضح وسخي في بناء قاعدة متينة من مدربين وحكام وملاكمين من الرعيل وقدموا أبطال للعبة استطاعوا ربط ماضيها العريق بحاضرها الواعد والمبشر بعودة أمجادها بعد انقطاع دام لأكثر من ثلاثة عقود وهو الآن يشغل مهمة عضو بالاتحاد الفرعي للملاكمة ببنغازي.
تاريخ وانجازات لا يتحدث عنها الرجل المتواضع المبتسم دائما رغم ظروف الحياة الصعبة، بل يترك الآخرين يتحدثون لأنه واثق بإنجازاته ولهذا يحترمه الجميع أطال الله فى عمره ومتعه بالصحة
شهادة من معاصر
قال عنه الزميل الإعلامى المخضرم المتخصص والمعاصر لنشاط هذه اللعبة مفتاح أبوعزة: كان اسمه ينزل الرعب بمجرد مشاركته في الميزان، تدرب على يد الأسطورة محمد البرناوي وصقله الكثير من المدربين الأفذاذ في عصره الذهبي امتاز بما امتاز به أهل الكفرة الطيبين مسقط رأسه وملاعب طفولته، الطيبة والتواضع وحب الناس، لا يحب الظلم ولا يحب الغيبة متواضع وسريع البديهة والبسمة ولا يحب الهزار الرخيص بطل حاز على خمس ميداليات دولية ولا تسمعه يوما يتحدث عن بطولاته.
عبدالرحيم الإنسان الطيب رغم الـ 74 سنة التي يحملها على كاهله ورغم ظروفه الصحية جاء ليحتفي بالحكام الجدد، وأحضره ابن صديقه البطل المرحوم الملاكم والحكم رافع الاثرم الذي ربطته به صداقة متينة رغم أنهم لعبوا مع بعض ثلاث مباريات آخرها تعادلوا فيها، وحتى الآن يطلب من ابنه محمد الذهاب معه للمقبرة ليقرأ على قبره الفاتحة وفاء لصداقة سببها الفن النبيل.
أبطال وقمم سادوا بأخلاقهم قبل قبضاتهم وعضلاتهم يستحقون الاحترام والتبجيل أحياء والترحم على من واراهم الثرى.