منذ سنوات طويلة ماضية؛ استطاعت فرق “كانون ياوندي واشانتي انجليرت واسيك دوالا والزمالك ومورينجريس وتيزي وزو والأفريقي” أن تسيطر على الألقاب في مسابقات الأندية الأفريقية، أكثر من غيرها.
هي الآن؛ تكاد أن تختفي من الخريطة، وظلت مشاركاتها محتشمة مقارنة بفرق أخرى ظهرت على الساحة، وسيطرت على الألقاب مثل “مازمبي والأهلي المصري وصن داونز والترجي والوداد”.
أمّا لماذا حدث هذا الانقلاب الكروي الكبير؛ فالإجابة لا تحتاج إلى تخمين، والأمر يتعلق أساسًا بالمال والاحتراف قبل أي عوامل أخرى، ولعل سيطرة مازيمبي، خلال السنوات الأخيرة، خير مثال.
ولأن الأمر كذلك؛ فإن أندية مثل الترجي والوداد والرجاء والنجم الساحلي قد لا تعود إلى منصات التتويج بسهولة، رغم أنها ستكون ضمن النخبة المنافسة؛ لأن مواردها المالية دون سواها مقارنة بمازيمبي وحتى الأهلي القاهري.
لقد سيطر الزمالك، سنوات، وعندما فاز بخمسة ألقاب أفريقية لأبطال الدوري؛ لم يفز غريمه الأهلي سوى بلقبين.
الفوارق؛ لا تكمن فقط في اللاعبين ولا حتى المدربين، بل المسألة مرتبطة قبل ذلك بالمال؛ لذلك كانت السيطرة خلال السنوات الأخيرة لمازمبي، وظلت الأفضلية في المغرب محليًا وأفريقيًا للوداد والرجاء، لأنهما أكثر احترافية من بقية الأندية، ولم تتخلف الأندية الجزائرية إلا بنقص الموارد المالية، وتحوّل اللاعبين الجزائريين إلى الخارج.
في تونس؛ عانى الأفريقي من الإفلاس وترك الساحة للترجي الأفضل حالًا، من حيث الميزانيات، فأحسن التصرف في الاستثمار، وكانت السيطرة للأهلي القاهري أفريقيًا، بعد سنوات عجاف، بسبب حسن الاستثمار وتوفر المال والاعتماد على رجال الأعمال الداعمين، في حين يعاني الزمالك من مصاعب مادية.
الخلاصة؛ أن الأندية التي تعتمد على الإعانات من الدولة؛ لن يكون بوسعها حصد الألقاب القارية في عالم الاحتراف والمال، ولأن أنديتنا مازالت تعتمد على إعانات الدولة وفشلت في الاستثمار؛ فلن يكون بوسعها الصعود إلى منصات التتويج القاري إلى حين إشعار آخر !!