إدريس غيث.. علامة بارزة في تاريخ الكرة الطائرة الليبية
يعد نجم الكرة الطائرة الكبير الدولي إدريس غيث، أحد أبرز وألمع نجوم الكرة الطائرة في تاريخ اللعبة، وأحد أبرز الذين ساهموا في صنع انتصاراتها وأفراحها في مختلف المحافل العربية والدولية.
من ملاعب كرة القدم إلى الكرة الطائرة
بدأ عملاق الكرة الطائرة الدولي السابق إدريس غيث، مسيرته الرياضية أواخر الستينيات حيث كان طموحه أن يكون لاعبًا لكرة القدم، حين التحق بصفوف النادي الأهلي بنغازي تحت إشراف المدرب الإنجليزي طمسون، لكن تجربته لم يكتب لها الاستمرارية ليتحول لنادي الهلال كلاعب كرة قدم، بإشراف المدرب الراحل محمد الماقني، لكن عددًا من أحباء نادي الهلال الذين اكتشفوا موهبته مبكرًا غيروا وجهته إلى ملاعب الكرة الطائرة بإشراف المدرب القدير عمران العرفي.
بطولات وألقاب مع الهلال
عرف غيث مع الكرة الطائرة سنوات ومواسم زاهية وذهبية، تصدر خلالها المشهد وحصد مع الهلال وقاده للعديد من البطولات والألقاب على مستوى بطولة الدوري الليبي، خلال مواسم السبعينيات برفقة العديد من نجوم الكرة الطائرة الهلالية، أمثال فوزي الصقر، وناجي عاشور، وعمر طافور، والسنوسي كويدير، وميلاد حويو، وبوبكر شتوان، وعادل نجم، وخليل وريث، حيث قاد فريقه الهلال لنيل بطولة الدوري الليبي لأول مرة لموسمين متتاليين، خلال موسمي 73 – 74، وموسم 74 – 75، ثم إحرازه بطولة كأس ليبيا موسم 75 – 76.
ظهور لافت مع المنتخب الوطني
مهد له هذا التألق اللافت مع فريقه الهلال، الطريق للبروز والتألق مبكرًا مع المنتخب الليبي الأول، الذي ترأسه وقاده سنوات طويلة، وكان أحد أبرز ركائزه وأعمدته الرئيسية، حيث تألق مع المنتخب الوطني ونال معه ذهبية مهرجان الشباب العربي عام 1975، وذهبية الدورة المدرسية بطرابلس عام 77، وتصفيات أمم أفريقيا.
كما برز في أولمبياد موسكو عام 1980، واختتم مسيرته الكروية الزاخرة وتوجها بقيادته الفريق الوطني في نهائيات بطولة كأس العالم للكرة الطائرة العام 1982 بالأرجنتين، وهي أول لعبة جماعية في تاريخ ليبيا تسجل حضورها وتواجدها في أكبر حدث ومحفل عالمي، حيث كان النجم إدريس غيث قائدًا لمنتخبنا الذي ضم كوكبة من أبرز نجوم الفريق أمثال ميلود زكة، وسمير الصقر، وعوض زكة، وأحمد زوبي ومصطفى عبد السلام “ديقة”، وجمال الزروق ومحمود الأصفر وأحمد الفقي وعمر نصر وعلي الزليتني، بقيادة المدرب الوطني سعيد بلحاج.
أول تتويج عربي مع الترسانة
كما استعان به فريق الترسانة لتعزيز صفوفه، وتوج معه وساهم في إحرازه لبطولة الأندية العربية التي أقيمت بطرابلس العام 1978، عقب فوزه في المباراة النهائية على فريق الترجي التونسي، وهو أول تتويج ليبي على صعيد بطولات الأندية العربية.
وكان أحد أبرز نجوم هذه البطولة العربية، وأقيم له في مطلع الثمانينيات مهرجان اعتزال ووداع كبير بقاعة مجمع المرحوم سليمان الضراط ببنغازي، بحضور نخبة من أبرز نجوم اللعبة بليبيا.
وعقب اعتزاله أوفد في بعثة دراسية ببريطانيا، وواصل ممارسة هوايته المفضلة هناك، وتألق مع منتخب الجامعة التي كان يدرس بها وقتها، وعقب انتهاء فترته الدراسية عاد ليشده الحنين إلى ملاعب الكرة الطائرة لاعبًا ومدربًا رغم اعتزاله، ليرد الجميل لناديه الهلال، الذي ساهم في بروزه وتألقه وشهرته، كما شغل عديد المهام في الاتحاد الليبي لكرة القدم، وترأس عددًا من اللجان العليا لمختلف البطولات الدولية.
كما ترأس مجلس إدارة ناديه الهلال، كما تم تكريمه العام الماضي وتوج بجائزة شخصية العام الرياضية، لما قدمه للنشاط الرياضي والشبابي خلال العام المنقضي، ولسيرته ومسيرته الرياضية الطويلة الناجحة على كافة الوجهات.
علامة بارزة
إدريس غيث، عملاق الكرة الطائرة الليبية، تاريخ حافل ومسيرة ناصعة وزاخرة بالعطاء، عاصر خلالها أكثر من ثلاث أجيال وهو، النجم الاستثنائي ويبقى ويظل علامة بارزة وفارقة في ملاعب الكرة الطائرة، وأحد نجوم اللعبة الكبار الذين قدموا لها الإضافة، وصنعوا لها الفارق في الكثير من المواعيد الرياضية العربية والأفريقية والدولية.