بأي عقلية يشتغل اتحاد الكرة الليبي!!
نفسي أعرف هل لدى مسييريه طموحات فعلية وجادة للنهوض بكرة القدم؟ وإيجاد أرض صلبة لإطلاق دوري محترفين على أسس وقاعدة ترعاه شركات وطنية بدلاً من دوري لا يُغني ولا يُسمن من جوع، في دولة عمر دوريها يفترض أنه صار ناضجاً بعدما تجاوز أربعة عقود من الزمن.
تُرى.. ما هو تفكير كل مسؤول بمجلس الإدارة من خلال موقعه؟! وماذا عليه من واجبات وحقوق لترك بصمة إيجابية في كل يوم يمر سواء كان رئيساً أو عضواً بالاتحاد؟!
هل لدى المسؤولين بالمكتب التنفيذي أو مجلس الإدارة آلية عمل محددة، للرفع من مستوى العمل الإداري داخل أروقة الاتحاد ولجانه؟!
هل لدى المسؤولين همٌّ يومِيّ وذهن مُكثّف للحد من الإخلالات التي تعيشها الكرة الليبية للبحث عن موارد للاتحاد، وإيجاد صيغة ما مع الدولة لإعادة أعمار الملاعب وإعادة بناء الأندية الرياضية وتفعيل لوائح اللعبة وإعادة تنظيم النظام الأساسي للأندية واللعبة؟
هل لدى المسؤولين آلية وطريقة للقضاء أو حتى المحاولة من أجل توعية جماهير بمبدأ التنافس الشريف؟
ما هي خطط مجلس الإدارة في إعادة النظر في طرق تنظيم البطولات والفئات السنية التي فشلت فشلاً ذريعاً خلال عقدين في خلق منتخبات قوية؟
لماذا أهمل الاتحاد الليبي دور الإعلام داخل الاتحاد وجمّد نشاطه بالكامل في هذا العصر الذي يعتمد كلياً على الإعلام والميديا بالأساس؟
أمام كل ذلك… لماذا لم نرَ بعمل الاتحاد أية خطة عمل طموحة؟! ولماذا لم تكن هناك رؤية واضحة وقاعدة صحيحة أو حتى أفكار متطورة للنهوض بجميع مناحي كرة القدم من إدارة وتسويق ودورات وإقحام جيل الشباب من عمل ولجان الاتحاد بصورة غير الصورة التي نشاهدها الآن؟!
لماذا لم يكن هناك تعاون بين اتحاد اللعبة مع بعض الجهات العامة والخاصة في إيجاد مستثمرين في كرة القدم يساهموا بالمال أو بأفكارهم في الرفع من صناعة كرة القدم المحلية؟!
وبلغة مباشرة وفي جانب آخر هل لدى اتحاد اللعبة خطة ما لاستثمار مباراة ديربي ليبيا في كأس الكونفدرالية الاستثمار الأمثل؟
أعتقد في هذا الجانب، هناك الكثير من الإيجابيات والفرص يمكن استثمارها بنحو أفضل.
وأمام كل ذلك وذلك لماذا لا نرى مسؤولاً بالاتحاد يخرج لوسائل الإعلام وهو يعترض على طريقة العمل؟ أو يحتج في قضية أو حتى التعبير عن ضعف الاتحاد في طريقة إدارة كرة القدم.
لهذا كله.. تساءلنا ومازلنا نتساءل بأي عقلية يشتغل مسؤولو اتحاد اللعبة؟ وإلى أي مدى سيقودون دفة الكرة الليبية إلى مستقبل أفضل.
في يقيني أعتقد أن الشارع الرياضي في ليبيا يدرك الأمور والخفايا في كواليس كرة القدم، ويعرف كيف تدار وهو واعٍ لكل ما يُخطط لها من سوء نية، ويدرك كذلك كيف تدخل المصالح الضيقة في صناعة القرار في كرة القدم، ويعلم من كانوا سبباً في تأخير ركب الكرة الليبية في الأندية واتحاد لعبة وحتى الدولة التي لم تسهم في إيجاد استراتيجية وأرضية عمل، بسَنّ قوانين جديدة وإعادة بلورة الأندية وحصرها وإعادة تنظيم مجال كرة القدم أو حتى فتح الطريق لتبني تنظيم دوري مثالي، وإنشاء منتخبات قوية منافسة وصناعة لاعبي كرة قدم يُمثّلون ليبيا خير تمثيل.