الإهمال باهظ الثمن!
تفاجئنا الأيام بل الساعات واللحظات بأخبار مؤلمة ومؤثرة، أحيانناً تمس أناساً في الوسط الرياضي وفي عموم الحياة. ومنها ما تعرض له اللاعب الخلوق والمهاجم السريع محمد صالح صولة نجل اللاعب الدولي الأسبق صالح صولة، بإصابته بعدوى الملاريا في غينيا الاستوائية أثناء مباراة المنتخب مع منتخب هذا البلد.
لقي الخبر الذي انتشر بشكل واسع على صفحات التواصل الاجتماعي، تفاعلاً كبيراً وكان صادماً ليس لأن صولة الصغير أحد أبرز نجوم المنتخب الوطني هو من أصيب وإنما لتكرار إصابة لاعبينا بعدوى الملاريا، والذي أودى فيما سبق بحياة لاعبين من لاعبي منتخبنا الوطني أحمد البوسيفي بساحل العاج في فترة التسعينات وأيمن النقريش لاعب الكرة المصغرة في نيجيريا، وكلنا يعلم والحدث ليس ببعيد ردود الأفعال الغاضبة التي خلفتها واقعة إصابة النقريش والتداعيات التي نتجت عنها، ومنها إقالة رئيس الاتحاد المختص واتهامه بالتقصير والإهمال في قضية وطنية تخص لاعباً في المنتخب الوطني دفع حياته ثمناً لذلك.!
في موضوع صولة، اتحاد الكرة لم يصدر أي بيان في الحادثة والتزم الصمت وكأن الأمر لا يهمه، واللاعب لا يعنيه ولا يمت له بصلة في الوقت الذي ضجت فيه مواقع التواصل بتفاعل وتضامن الكثيرين مع محمد صولة وما تعرض له مطالبة بسرعة علاجه وضرورة تدخل الدولة في إيفاده إلى إحدى الدول المتطورة والمتخصصة في مكافحة هذا المرض، كفرنسا مثلاً التي لديها بعض المستشفيات التي تملك الخبرة العلمية الكافية للتعامل مع الملاريا.
وبعيداً عن الشخصنة وتأويل ما يمكن تأويله.. من يتحمل مسؤولية إصابة محمد صولة ومن له يد التقصير والإهمال في ذلك.. هل هو من اللاعب نفسه لعدم التزامه بالتعليمات الصحية، أو من قبل الإطباء المرافقين للبعثة وإهمالهم له ما تسبب في إصابته ووصوله إلى هذه الحالة؟!!
إصابة صولة ربما لن تكون الأخيرة وهي ليست الأولى بالطبع. فمازلنا نتعامل مع الموضوع ببدائية متناهية وكل ساعة وعلمها وفي كل مرة ندفع ثمن إهمالنا وعدم إكتراثنا بصحة وسلامة لاعبينا، ولا نستفيق الإ بعد أن يقع الفأس في الراس ويصبح عندها رد الفائت من المحال!
حفظكم الله.