الاتحاد العام ليس كل الداء
لم استغرب خروج منتخبنا من سباق التنافس على الوصول إلى مونديال2022، لكن استغرب الضجة الإعلامية من قبل بعض الزملاء التي صاحبت هذا الخروج، وكأن هذا الخروج مفاجأة أو هو حدث غير متوقع، وقد استغل الزملاء هذا الخروج للعن وشيطنة الاتحاد العام لكرة القدم وتحميله كل الوزر، وبعضهم يأتي في سياق موقف شخصي أو بدافع الانتماء إلى نادي أو لأي سبب آخر، وهي أمور نتفهمها مع أن سجلنا في الوصول إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم والحمد لله نظيف أبيض ناصع، وفشلنا الآن هو تكرار لفشل صاحبنا لأكثر من ستة عقود، ومع أننا نشاطر هؤلاء الزملاء في عدة نقاط إدانة للاتحاد العام لكرة القدم، إلا أن كل سلبيات الاتحاد العام هي موجودة في كل الاتحادات السابقة، ونعتقد حتى في اللاحقة إذا لم تتحول كرة القدم إلى مشروع دولة مبني على أسس علمية، وخطة عمل شاملة وطويلة، لكن أن نجعل سبب خروجنا هو الاتحاد العام فهذا نراه منطقاً سطحياً مضحكاً جدا، فنحن لم نصل إلى كأس العالم منذ أول مشاركة البرازيل 70، وحتى أجل آخر، وها هي أنديتنا تغادر في منافسات الأندية الأفريقية من 53 سنة، وفي كل مرة نبحث لها عن أعذار ونمدحها ونهتف لها ونتغنى بها لمجرد الوصول إلى دور متقدم، مع أن الأندية هي عماد المنتخب، إذ كيف نريد من منتخب هذا حال أنديته وحال لاعبيه أكثر سوءاً، فحين احترف لنا لاعب في البرتغال كدنا نطير من الفرحة، بينما منافسينا ينشط لاعبوهم في أقوى دوريات العالم ولهؤلاء الزملاء نقول دعونا نقدّم تحليلاً ونقداً منطقياً وعلمياً ومهنياً وتشخيصاً لحالة الكرة الليبية، وما الاتحاد العام إلا جزء من هذا الحال بعيداً عن التحامل الذي يحملنا للتفاسير الخاطئة، ومن الآن استعدوا لخروج الأندية الليبية المشاركة أفريقياً حتى وإن وصلت المجموعات وهو أفضل إنجاز ممكن أمامها.