البيض في سلة واحدة
في إحدى القنوات تابعتُ شريطاً وثائقياً عن لاعب لعب الكرة لتسعة عشر عاماً، ثم توارى واختفى عن الأنظار قالوا لها أعلن اعتزالك فرفض بداعي أنه لعب كل هذه السنوات، واكتشف فيما بعد أن كل هذه المواسم حوّلته إلى إنسان يعشق البيت والأسرة، أيْ من الملعب للبيت حتى علق الحذاء ولزم بيته يشاهد التلفاز محاولاً أن يساهم ولو بالقليل في رعاية الأولاد والاهتمام بالحديقة، لكنه اكتشف أن كلاً له برنامجه المرسوم منذ سنوات، كان لاعب كرة يلعب ويوقّع على عقود الاحتراف ويجلب الأموال هذه وظيفته طيلة الـ19 موسم، ولأنه وضع البيض في سلة واحدة ولم يُفكّر ويرسم مستقبله بعد تركه الكرة، فلقد تعب وشعر بغربة ووحدة على الرغم من أن الزوجة والأولاد بجواره، بعد كل هذا لجأ إلى معالج نفسي أعاد له صياغة حياته من جديد وبالفعل بدأ يتردد على ناديه ويخالط ويعاشر ويبني صداقات قديمة جديدة، لقد تغيير وصار متناغماً ومتوافقاً مع محيطه، بل ويحاول مساعدة رفاقه الذين تركوا البساط ولم يضعوا برنامجاً لحياتهم بعد الاعتزال وإسدال الستار عن مرحلة من حياتهم، نصيحة لكل لاعب جدد حياتك ونوّع وارسم واكتب سيناريو حياتك تعش أبد الدهر سعيداً متوافقاً مع نفسك.