لا شك أن تجربة التحليل الرياضي التلفزي في بلادنا تعد تجربة جديدة وحديثة العهد مقارنة بتجارب دول الجوار فحتى وقت قريب وليس ببعيد كنا نجد صعوبة في إيجاد محللين يتقنون ويجيدون سبر اغوار مباريات كرة القدم وفنونها ويتحدثون عن كافة تفاصيلها الفنية وخلال السنوات الاخيرة بدأنا نشاهد تسابق عدد من اللاعبين السابقين والمدربين على الظهور الإعلامي وولوج هذا العالم الجديد، غير أن البعض منهم لا يزال يفتقد للخبرة وتجربة التعامل مع هذا المجال وينقصه الكثير حتى يمكن أن يقنع المشاهد، فالمحلل الرياضي الناجح هو الذي يمتلك العين الثالثة التي ترى ما لا يراه الآخرون ولابد أن يتمتع بمواصفات مهمة فلابد أن يتحلى بالموهبة والثقافة وأسلوب السهل الممتنع في السرد وإيصال الفكرة والمعلومة ويفضل أن يكون قد مارس اللعبة أو زاول مجال التدريب ويدرك كافة تفاصيله وخططه وطرق لعبه وأسراره وخفاياه ومؤهلاً بمجاله إلى جانب الثقافة الكروية الواسعة وهو الشرط المهم والأهم والمهارة في تبسيط المعلومة من كافة زواياها المختلفة التكتيكية والمهارية والفنية إضافة إلى تجاربه السابقة كلاعب أو مدرب فهي رصيده الأول الذي يقدم نفسه به للمشاهد، وهذه المواصفات قد لا تنطبق على بعض ممن أصبحنا نشاهدهم عبر شاشات التلفاز يكررون نفس الجمل والمصطلحات المملة وعدم القدرة على تجديد المفردات، في إشارة لافتقارهم للمخزون الثقافي فالبعض منهم يفتقر للثقافة الكروية ويبتعد عن العمق الفني والتفاصيل الدقيقة في تحليله فالتحليل الرياضي التلفزي موهبة وفن وذوق قبل كل شيء ونتمنى من لاعبينا ومدربينا ممن أتيحت لهم فرصة الظهور التلفزي كمحللين الاستفادة من هذه التجربة وتطوير مستوى أدائهم والاطلاع على تجارب وخبرات بعض محللي القنوات العربية والاستفادة منها في كيفية تعاملهم مع الأحداث الكروية من الناحية الفنية خاصة أن التحليل التلفزي صار واجهة لهذه القنوات وله متابعيه وجمهوره ويتمتع بنسبة مشاهدة جيدة وأصبح يحتل مساحة زمنية كبيرة في قنواتنا مع كل التحية والتقدير والاحترام لمحللينا المجتهدين الذين يسعون لإثراء المشهد الإعلامي وتطوير مستوى أدائهم بآرائهم وقراءتهم الفنية وتحليلاتهم العميقة التي تسهم في تقديم الإضافة ونشر الثقافة الكروية الفنية لدى جمهورنا الرياضي الذي أصبح هو الآخر مدركًا وواعيًا وأصبح لديه القدرة على التمييز وتقييم جودة ما يقدمه هذا المحلل أو ذاك وبين من لديه مهارة القدرة على الاقناع أو من يسعى لمجرد الظهور من أجل الظهور الإعلامي ليس إلا.