التحليل نجومية وموهبة!
على الرغم من أن أشهر وأكبر القنوات الفضائية الرياضية المتخصصة وسواها تستقطب أشهر نجوم الكرة المرموقين وكبار المدربين في العالم، لتحليل المباربات سواء منها المتعلقة بالمنتخبات في البطولات العالمية والقارية أو بطولات الأندية، إلا أننا نلاحظ احترام كل منهم لآراء ووجهات نظر الآخرين، متكيفاً كل منهم بإبداء رأيه في طريقة اللعب وتعامل المدربين وأداء اللاعبين وكل ما يتعلق بأحداث المباريات.
ولا شك أن وجهات النظر تتباين مع اختلاف قدرات كل مدرب أو لاعب سابق في التحليل، بما في ذلك القدرة على توصيل الأفكار والآراء بطلاقة وهذا بالطبع يرتبط بالثقافة العامة، وفي هذه الناحية هناك فارق كبير جداً بين لاعبين القدامى ومدربين الذين نراهم يحللون المباريات مقارنةً بنظرائهم في العالم، لدرجة تجعلك تتساءل عن الكيفية التي وصل بها اللاعبون القدامى الأجانب والمدربون إلى هذا المستوى المميز من الثقافة ووفرة المفردات والمصطلحات الكروية والطلاقة في الحديث والقدرة على إيصال الأفكار والإقناع، وكأنهم محاضرين، ومتى وجدوا فرصة للتعليم وهم قد قضوا جل أوقاتهم كلاعبين محترفين سخروا كل اهتماماتهم للكرة؟
نحن للأسف وحتى مقارنة ببعض النجوم العرب، نلاحظ عدم قدرة من تحول من لاعبينا إلى التحليل، وكذلك بعض المدربين على إيصال الأفكار، لأن التحليل يحتاج إلى مستوى علمي معين وقبل ذلك إلى ثقافة واسعة.
ومع ذلك فإن بعضهم اشتغل بالردود على زملائهم وبدلًا من أن يركز كل طرف على إبداء رأيه وفقاً لتساؤلات من يدير الحوار، ظل يشكل في آراء نظيره رغم الفوارق الكبيرة بين الطرفين بالتاريخ الكروي.
ولأن كرة القدم موهبة، وكذلك كل الألعاب، فإن التحليل موهبة وله شروطه ومقوماته وبدونها لا مجال للنجاح ولا قبولاً من المشاهدين.. ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه فوقف دونه.