لا أعرف بالضبط المعايير التي يضعها الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، عند إصدار التصنيف الشهري للمنتخبات، لكن مع ذلك فإنه ليس له أهمية كبيرة إلّا في حالة توزيع المجموعات الخاصة بتصفيات ونهائيات كأس العالم، وربما اهتدت بها الاتحادات القارية عندما يتعلق الأمر ببطولاتها.
وما إن يصدر التصنيف في كل مرة إلا ورأيته من وجهة نطري الخاصة لا يعكس القيمة الحقيقية لكل منتخب، لا حين وقت الإصدار ولا من الناحية التاريخية، ولا أرى سبباً جوهرياً للاهتمام به، ولا أظن أن المنتخبات الكبيرة التى تسعى دوماً لإحراز البطولات العالمية والقارية تعطيه أهمية كبيرة؛ لأنه لا يُحقق النتائج ولا ينقص شيئاً من تاريخها، وكذلك لا يضيف لأن الأمر في النهاية يرتبط بالإنجازات وليس بتصنيف على الورق لا يُسمن ولا يُغني من جوع!
لقد فازت إيطاليا ببطولة أوربا الأخيرة عن جدارة، وجاء تصنيفها خلال الشهر خامساً، والأرجنتين الفائزة بكوبا أميركا جاءت سادساً، وكُلنا يعرف كذلك مستوى المنتخبين في الكرة العالمية تاريخياً من حيث البطولات والنجوم، في وقت استمر منتخب بلجيكا في التصنيف الأول وهي الدولة التي لم تُحقق إنجازات تُذكر خلال تاريخها لا في بطولة أوربا الأخيرة، حيث خرجت من الدور ربع النهائي، ولا في كأس العالم قديماً وحديثاً، ووفقاً لهذه المعطيات والمقاييس فنحن لا يهمنا التصنيف في شييء لا عالمياً ولا قارياً، فتونس جاءت الأول عربياً ولا أظن أن منتخبها حقق أفضل مما حققه منتخب الجزائر.
والذين يهتمون بالتصنيف ويعطونه أهمية و”بربقاندة” إعلامية، أقول لهم: هب أننا صُنّفنا أول أفريقياً فهل هذا يعكس شيئاً من واقعنا، فنحن لا نملك من مقومات الكرة شيئاً داخلياً، قبل أن نتحدث عن الصعيدين القاري والدولي.
التصنيف حتى وإن أصبح “دقيقاً” ومُهماً، فلا بد أن تكون له شروط ونحن لا نملكها، وفي كل الأحوال فهو تقليد معنوي لا يُنقص ولا يُضيف!!