اراء

التكريم.. وما أدراك ما التكريم

خليفة بن صريتي‎‎التكريم في حد ذاته موقف تربوي وأخلاقي راقي ويعني الكثير في مفهوم القيم النبيلة، وكذلك عرفانًا لجهود وتضحيات الآخرين في مجال العمل التطوعي، ولهذا تقوم الهيئات الرياضية أحيانا بتكريم بعض من ابنائها الذين أعطوا سنوات طويلة في المجالات الرياضية والثقافية والاجتماعية، لكن للأسف في العقود الأخيرة تغيرت طبيعة وسلوكيات المجتمع إلى الأسوأ وقد تأثر مجتمعنا الرياضي بذلك، حيث تحول التكريم في بعض الأحيان إلى مجرد دعاية لمن يقومون به، مع أنه حتى في الدين العمل الصالح لا يقبل إلا اذا كان خالصا لوجه الله ،ولهذا يصاحب التكريم في أحيانًا كثيرة المشاكل والخلافات أما بسبب تجاهل بعض الذين يستحقون التكريم لضغائن شخصية أو مساواة المكرمين الذين اعطوا سنوات عديدة مع من مروا علي هذه المؤسسات مرور الكرام، إن التكريم إذا كان القصد من ورائه إقامة جسر للمحبة والتواصل بين الأجيال مع رموزهم وإعطاء المكرمين حقوقهم فالضرورة تحتم دراسة التكريم بشكل تربوي قبل إقامته ، وذلك بإعداد سيرة ذاتية للمكرم لكي يعرف الآخرين ماذا قدم في مسيرته مع تقييم لحالته الاجتماعية بحيث لا نكتفي بتقديم الشهادات الورقية والدروع في يوم الاحتفال لأصحاب الظروف الاجتماعية المتواضعة لأن ذلك لا يساهم في مساعدتهم بل يجب أن يكون التكريم ماديًا حتى يستفيد المكرم ويعود ذلك بالنفع على أسرته ولو نسبيًا، كذلك نأمل أن يحدد يوم معين في السنة يقام فيه التكريم لعدد محدود لا يتعدى 20 مكرمًا، على أن تكون الأولوية حسب الأقدمية وسنوات العطاء ويتوالى التكريم سنويا ،أما ما يحدث من تكريم في الوقت الحاضر فهو يشبه دعوات مأدبة الأفراح حيث الكل يكرم والشهادات تعطى لكل من هب ودب، مما قلل من قيمة ومعنى التكريم الحقيقي، إن التكريم أما أن يكون في مستوى القيم التي يمثلها في علاقة البشر أو عدم إقامته احترامًا لمن ضحوا علي حساب وقتهم وأسرهم، نقطة أخيرة إن إعطاء الآخرين حقوقهم في التكريم سواءً اتفقنا معهم أو اختلفنا سيكون له أثر كبير في رأب الصدع بين ابناء المؤسسة الواحدة ، فدعوا الكراهية والتراكمات الغير تربوية جانبًا وادفعوا بالتي هي أحسن لكي تتصافى القلوب ، ويتحقق الهدف من التكريم  بإدخال الفرحة والسرور علي قلوب المكرمين خاصة إذا كانت في فترة حياتهم لما له من تأثير إيجابي ومعنوي علي نفوسهم  ويكونوا قدوة للآخرين علي الاستمرار في العطاء ونكران الذات، ويا ليت يكون التكريم باستمرار لوجه الله وإحقاق الحق بعيدًا عن كل السلبيات التي تشوه الوجه الحقيقي والمشرق للتكريم ،فالشكر والتقدير والاحترام لكل من يعترف بجهود الآخرين ويسعى إلى تكريمهم بالشكل الذي يتناسب مع عطائهم لسنوات طويلة.

زر الذهاب إلى الأعلى