الجهاني.. مايسترو الوحدة والمنتخب الوطني الذي شكل مع الشويخ وباني أشهر ثلاثي

النجم الذي نقدمه لقرائنا الأعزاء اليوم هو أحد كبار نجوم كرة القدم الليبية في عصرها الذهبي وأحد أبرز صانعي الألعاب الذين أطربوا الجماهير الرياضية وقدموا الكثير لفريقه وللمنتخب الوطني الذي كان مخلصًا ووفيًا لغلالته وألوانه.

 

المايسترو

إنه النجم الكبير ونجم وسط الميدان والمايسترو البارع محمود الجهاني، لاعب فريق الوحدة والفريق الوطني لكرة القدم، خلال الستينيات والسبعينيات، والذي يعد أحد أبرز اللاعبين المهاريين الذين أمتعوا الجماهير الرياضية بفنهم الراقي  وخلقه والتزامه.

كان صانع ألعاب من طراز رفيع يجيد التحكم في الكرة ودقة تمريرها إلى جانب المراوغة وقوة التسديد على المرمى وإحراز الأهداف الحاسمة شكل ثالوثا رائعًا مع رفاق جيله علي الشويخ والراحل محمد باني أيام عروض فريق الوحدة الجميلة.

 

قائدًا لنجوم الوحدة

ترأس فريق الوحدة وحمل شارة قيادة الفريق عدة سنوات وجسد مع ناديه العريق الوفاء حيت واصل رحلة العطاء حتى اعتزاله رغم العروض التي جاءته من أعرق وأبرز فرقنا المحلية إلا أنه فضل البقاء مع فريقه الوحدة  حتى الاعتزال منتصف السبعينيات.

 

جوائز وألقاب

حصد خلال مسيرته الكروية الطويلة على عدة جوائز رياضية ونال جائزة أفضل لاعب في الموسم بداية السبعينيات في الاستفتاء السنوي الذي كانت تقيمه وتنمه سنويًا صحيفة البلاغ.

 

البداية مع وحدة ميزران

بدأ النجم محمود الجهاني، مسيرته الكروية رسميًا مع أشبال ميزران سنة 1958 الوحدة حاليا، وتدرج إلى أن وصل للفريق الأول منذ عام 1964 حتى اعتزل الملاعب عام 1977.

خاض أولى مبارياته مع الفريق الأول بنادي الوحدة سنة 1964 أمام فريق المدينة، وفاز فيها الوحدة بهدف ويدين بالفضل في تشجيعه وبروزه للمدربين علي الزقوزي وعبدالرحمن الساعاتي.  

  

الوفاء للوحدة

لعب مع فريق الوحدة الأول على مدى أربعة عشر عامًا، كما لعب للفريق الوطني أكثر من 50 مباراة دولية بين ودية ورسمية منذ عام 1966 وحتى عام 1976 وعاصر جيل الستينيات وجيل السبعينيات وكان نموذجا يحتذى به في التفاني والعطاء والإخلاص وقدوة حسنة لأبناء جيله.      

 

ظهور مبكر مع منتخبنا

كانت أولى مبارياته الدولية مع منتخبنا الوطني عام 1966 تحت قيادة المدرب الإنجليزي جورج سكنر، ضد المنتخب المغربي بالملعب البلدي بطرابلس ضمن دورة المعرض الودية الدولية وفاز منتخبنا بأربعة أهداف لصفر.

 

سوبر هاتريك دولي

شهدت منافسات بطولة كأس العرب الثالثة بالعراق عام 1966 ظهوره الأول رسميًا، وهي البطولة التي أحرز خلالها منتخبنا الوطني المرتبة الثالثة عربيًا  حيث برز وتألق في هذه البطولة مع أبرز وألمع نجوم الكرة الليبية أمثال أحمد بن صويد والخطيطي وديمس الكبير والمهدي السوكني ونوري الترهوني ومحمد الخمسي والبسكي وأحمد الأحول.

أحرز الجهاني خلال هذه البطولة أول سوبر هاتريك ورباعية دولية له حين أحرز أربعة أهداف في شباك منتخب عمان في المباراة التي أمطر خلالها منتخبنا الوطني شباك منتخب عمان بـ 21 هدفًا دون مقابل، كما أحرز أول ثنائية دولية له في هذه البطولة في شباك منتخب لبنان في مباراة المركز الثالث التي أسفرت عن فوز منتخبنا بستة أهداف مقابل هدف.

 

تألق في دورات كأس فلسطين

كما تألق النجم الكبير محمود الجهاني مع منتخبنا الوطني في مباريات دورات بطولة كأس فلسطين الثانية عام 1972 بالعراق وبطولة كأس فلسطين الثالثة بليبيا عام 1973 وسجل خلالها هدفًا في شباك المنتخب اليمني في المباراة التي أسفرت عن فوز منتخبنا بعشرة أهداف دون رد، كما سجل ظهوره للمرة الثالثة تواليا في منافسات بطولة كأس فلسطين الثالثة بتونس عام 1975.

 

ضمن نجوم الكرة العربية

كان النجم الكبير محمود الجهاني أحد أبرز نجوم الكرة العربية في دورة القنيطرة الودية الدولية التي أقيمت بسوريا عام 1974، والتي شهدت تألقه اللافت كصانع ألعاب من طراز رفيع وبرز في مباريات منتخبنا في هذه البطولة أمام منتخبات سوريا واليمن وفلسطين والسودان.

واختارته الصحافة العربية من ضمن أحد أبرز نجوم الكرة العربية في هذه الدورة إلى جانب تألقه في أول ظهور متوسطي لمنتخبنا في دورة ألعاب البحر المتوسط بتونس عام 1967، وتصفيات بطولة أمم أفريقيا عام 1967 أمام منتخب مصر، وعام 1974 أمام المنتخب التونسي، كما سجل بروزه في أول ظهور لفريقنا الوطني في تصفيات كأس العالم عام 1969 أمام منتخب إثيوبيا، وتصفيات دورة الألعاب الأولمبية منذ عام 1969 وحتى عام 1975 حيث تألق في مباريات منتخبنا أمام منتخبات النيجر والجزائر والمغرب ودورات المعرض الدولية.

 

رباعية وثنائية دولية

خلال مشاركته مع فريقنا الوطني في دورات الإجلاء بليبيا أحرز النجم محمود الجهاني أجمل أهدافه حيث أحرز أهدافًا حاسمة أبرزها في شباك منتخب لبنان في المباراة التي أسفرت عن فوز منتخبنا بهدفين لصفر، ورباعية في شباك منتخب فلسطين بينما كانت أخر مباراة دولية له مع منتخبنا الوطني أمام المنتخب السوداني عام 1976 في المباراة الدولية الودية التي أسفرت عن فوز منتخبنا الوطني بهدف دون رد أحرزه اللاعب حسين الشريف.

 

الاتحاد يستعين بالجهانى

استعان به فريق الاتحاد الأول لكرة القدم خلال مشاركته في بطولة كأس الجلاء بسوريا على مستوى أبرز فرق الأندية العربية عام 1970، لتعزيز صفوف الفريق وهي المرة الأولى التي يرتدي فيها غلالة غير غلالة فريقه الوحدة، وهي البطولة التي وصل فيها فريق الاتحاد للمباراة النهائية التي فقد نتيجتها أمام فريق الترسانة المصري عقب فوز فريق الاتحاد في جميع مباريات البطولة أمام فرق الترسانة المصري وبردي السوري ومنتخب فلسطين والجزيرة الأردني، حيث نجح فى تقديم الإضافة لفريق الاتحاد برفقة أبرز نجوم الفريق أمثال علي البسكي وأحمد الأحول ومصطفى التومي وعبدالمجيد عبدالله وعبدالسلام محمد.

 

ومع فريقه الوحدة تألق في العديد من المباريات الودية الدولية مع أشهر فرق الأندية العربية أبرزها النجم الساحلي وحمام الأنف التونسيين وأحرز أهداف رائعة في شباك النادي الصفاقسي التونسي عام 1969، وفي شباك فريق الجزيرة السوداني عام 1970 حيث أحرز ثنائية في شباك الفريق السوداني قادت فريقه لفوز كبير برباعية.

 

عرض الإسماعيلي المغري

تلقى أسطورة الوحدة محمود الجهاني عرضًا مغريًا يحتوي على مزايا وامتيازات كبيرة من رئيس نادي الإسماعيلي المصري عثمان أحمد عثمان  لتعزيز تشكيلة فريق الإسماعيلي بطل أفريقيا إلى جانب كبار نجومه بقيادة علي أبوجريشة للمشاركة والظهور معه في منافسات بطولة الأندية الأفريقية عام 1970، لكن ارتباطه وتعلقه بالوحدة ووفائه لغلالته جعله يرفض هذا العرض.

 

مدربًا للوحدة وللمنتخبات

تولى بعد الاعتزال تدريب فرق أشبال الوحدة والفريق الأول لفترة قصيرة  أواخر السبعينيات كما تولى تدريب المنتخب الليبي للشباب مطلع الثمانينيات  وعمل مدربًا مساعدًا للمنتخب الليبي الأول مع المدرب الوطني الهاشمي البهول عام 1985، وهو العام الذهبي في مسيرة المنتخب الليبي الذي كان وقتها على أعتاب التأهل لأول مرة في تاريخه إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم بالمكسيك عام 1986.