اراء

الدورة التي لم تقم .. ووزارة الرياضة وقلة الاهتمام

خليفة بن صريتي

خليفة بن صريتي‎‎فرحنا عندما تم فصل وزارة الشباب عن وزارة الرياضة وكنا نأمل في أن نرى نشاطات إيجابية مؤثرة أكثر ، لكن للأسف وزارتنا الموقرة لازالت تغط في نوم عميق ولم نسمع عن أي تواجد لمسؤوليها في لقاءات مع الأندية أو إعادة تنظيم قانون الأندية، رغم أن المنظومة الرياضية بالكامل تحتاج إلى التحديث حتي تستطيع أن تؤدي دورها بشكل إيجابي تجاه المجتمع، والمسؤول الأول عندما يمتلك التجربة والصفات القيادية والفهم الكامل لمهام وظيفته يبرز نشاطه ويؤثر في الآخرين بشكل إيجابي ، أما عندما لا تنطبق عليه هذه الصفات؛ فيظل أسير مكتبه يستمع لهذا وذاك ويغير في رأيه كل مرة حسب ماتتقاذف به أمواج الآخرين، وعلي ذكر أهمية تواجد الرجل المناسب في المكان المناسب أذكر انه في العهد الملكي تقرر إقامة الدورة الرياضية العربية الخامسة في ليبيا سنة 1970 وقد تقرر أن يكون الافتتاح مساء يوم الجمعة الموافق 11 سبتمبر والختام مساء يوم الجمعة الموافق 25 سبتمبر وتمديد فترة الدورة لـ 15 يومًا وتضم 12 لعبة رياضية، وتم تشكيل اللجان المنظمة للدورة برئاسة المرحوم الحاج أحمد الصويدق وزير الشباب والرياضة ووضعت البرامج المعدة كافة لإنجاح الدورة وتم عقد اجتماعات اللجان المختلفة وكانت المدينتان الرياضيتان في طرابلس وبنغازي علي وشك التسليم والافتتاح و لكن حدث الانقلاب العسكري في سبتمبر 1969 المعادي للرياضة فألغى كل الاهتمامات الرياضية وللتذكير بأهمية المسؤول ودوره في إنجاح وزارته؛ ننشر كلمة السيد أحمد الصويدق في التجمع الرياضي العربي لخبراء الرياضة الذين أتوا إلي ليبيا لمناقشة البرنامج المقترح لألعاب الدورة الرياضية العربية الخامسة:

(إن اللجنة المنظمة للدورة الرياضية العربية الخامسة تفتخر وتعتز بإتاحة الفرصة لليبيا العربية بشرف تنظيم هذه الدورة 1970 ، ويسعدها أن تحيي في هذه المناسبة الميمونة التي تجمع نخبة رائعة من شباب أمتنا العربية وقادة العمل الرياضي، يحدوهم التنافس الشريف وبناء روح الرياضة السامية والمشاعر الأخوية النبيلة، مع أمل وعزم وتصميم على تحقيق الروابط الوثيقة والتعاون المثمر متخذين من مثل هذه اللقاءات نبراسا يضيء لأجيال أمتنا القادمة سبل بلوغ الأماني والآمال والأهداف التي تكفل لوطننا العربي الكبير مناعة وقوة ليقف كالطود الشامخ في وجه الأعاصير وعواصف الزمن، واللجنة المنظمة إذ تقدم هذا البرنامج المقترح لألعاب الدورة يشرفها أن تستنير بإرشاداتكم وتستفيد من ملاحظاتكم واقتراحاتكم وتستعين بخبراتكم في وضع البرنامج النهائي للدورة .. آملين في إعادة اللقاء قريبا على أرض العروبة ليبيا بين إخوانكم وذويكم .. والله ولي التوفيق).

ولعل ما تم سرده في هذه الكلمة يؤكد أهمية وجود الرجل المناسب في المكان المناسب ويذكر المسؤولين عن الرياضة بدورهم الذي تناسوه ربما لظروف تواجههم مثل عدم تعاون الدولة معهم أو لقصور في إمكانياتهم التي تمنعهم من التحرك لخدمة الرياضة وأهدافها ولما لها من تأثير إيجابي على المجتمع.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى