اراء

الدوري العجيب المغلوب على أمره

خليفة بن صريتي‎‎الدوري الليبي لكرة القدم المغلوب على أمره الذي يقام دون وجود ملاعب عصرية ولا حوافز مادية لفرق المقدمة ولا اتحاد عام يملك برنامجًا علميًا مدروسًا للمستقبل ولا جماهير تتابع المباريات للدعم المعنوي، ومستوى تحكيمي غير مستقر وإعلام رياضي لا يتابع إلا في النتائج وتحليل المباريات دون طرح قضايا الكرة ومناقشتها والمساهمة في إيجاد بعض الحلول لها.

إنه دوري غريب وعجيب ولا مثيل له في دوريات العالم وذلك لكونه أقيم من مجموعتين كل منها تضم عشرة فرق وبعد انتهاء مرحلة الذهاب والإياب تصعد الفرق الثلاثة الأولى في كل مجموعة لتلعب في ما بينها دوري سداسي, يتحدد على ضوء نتائجه بطل الدوري لهذا الموسم.
وفي إحصائية بالأرقام فإن الفرق الستة سيلعب كل منها 10 مباريات في الدوري السداسي إلى جانب 18 مباراة لعبها في ذهاب وإياب الدوري وبذلك يكون قد لعب كل فريق 28 مباراة بينما الفرق الـ 14 المغلوبة علي أمرها سوف تكتفي بما لعبت في الدوري بعدد 18 مباراة لكل منها فقط، ولك أن تتخيل كم تكبدت هذه الأندية من معاناة مادية وعقود للاعبين المحليين والأجانب لمدة عام كامل لمجرد أن تلعب في المرحلة الأولى فقط.
إن مثل هذا الشكل من مسابقة الدوري يعتبر عبث لا يخدم اللعبة ولا الأندية ولا الفريق الوطني ولا يقدم الوجوه الجديدة وسوف تستمر اخفاقاتنا في كافة التصفيات العربية والأفريقية ونظل في نفس ترتيبنا 118 في قائمة الاتحاد الدولي الأخيرة وأستغرب كيف تم اعتماد هذا الدوري, ولو وجد الاتحاد العام القادر على اتخاذ القرارات الحازمة لأقيم الدوري من مجموعة واحدة بـ 15 فريقًا وعندها نستطيع أن نقول فعلا لدينا دوري مثل بقية عباد الله الآخرين و سوف يرتفع المستوى الفني نظرا لقوة الفرق المشاركة وتشهد مبارياته الإثارة والتشويق لتقارب المستوى الفني ولا تعد نتائج أغلب المباريات معروفة مسبقًا وسوف يلعب كل فريق 28 مباراة, وذلك أفضل من أن تلعب ستة فرق دوري آخر له مشاكله التي لا تعد ولا تحصى في التحكيم وبيع المباريات.

ومن الظلم أن يظل لاعبو 14 فريقًا متفرجين علي الدوري السداسي وإذا استمر هذا الوضع الكروي فإني أتوقع أن لا يظل أحد يتابع مبارياته إلا أعضاء الاتحاد العام أو حكام المباريات وقلة من مشجعي الأندية المتعصبين لأنديتهم لأنه لم يعد في الدوري من كرة الزمن الجميل إلا أسماء الفرق المشاركة فيه.

أخيرًا أعتقد أن الاتحاد العام تنبه مؤخرا إلى خطورة إقامة الدوري السداسي فهو الآن يدرس في إمكانية إقامة مبارياته لمرحلة الذهاب فقط في تونس أو مصر وسخر لذلك حوالي مليون دولار ولا نشك في ذمة أحد، إنما نؤكد ونصر على إقامة الدوري من مجموعة واحدة يحصل فيها البطل علي البطولة بالجهد والمثابرة طيلة الدوري ولا توجد به مباريات نهائية تستدعي التلاعب والمشكلات والاستفادة من ركلات الجزاء غير الشرعية.

ودعواتنا أن يعود الدور الليبي من مجموعة واحدة مثل أول دوري أقيم على مستوى المملكة.

زر الذهاب إلى الأعلى