الديربي كرّ وفر قد تخسر وقد تنتصر
هي مباراة عادية لكرة القدم في دوري محلي، كما هو الحال في دوريات جميع الدول.
ولأنها بين قطبين لهما الصدارة عبر تاريخ الدوري الليبي منذ أن عرف انطلاقته أو من خلال سيطرتهما على نصيب الأسد من الألقاب، ولهما الأسبقية في ضم أبرز نجوم الكرة الليبية قبل أكثر من ستين عاماً، فإن المباراة التي تجمع الاتحاد بالأهلي بطرابلس غداً بملعب مصراتة في مرحلة مُبكّرة من الدوري، من الطبيعي أن تحظى كالعادة باهتمام الرأي العام الكُروي وكل الليبيين بصورة عامة، لأن الحديث عنها يظل الشغل الشاغل في البيوت وفي المقاهي وفي كل مكان.
كيف لا وهي ديربي الكرة الليبية لها نكهة خاصة وفوز خاص وهزيمة خاصة، وشهدت عبر التاريخ منافسة قوية تبادل فيها القطبان الأحمر والأخضر الفوز مرات عديدة، وتبادل المشجعون الاحتفالات وكلما احتفل الجمهور الفائز وظل يتغنى بالفوز داخل طرابلس وفي كل المدن فإن الأحزان تجعل جماهير الخاسر تنام باكراً، لتتناسى ولتنتظر ديربياً جديداً يمحي ما قبله، وهكذا كانت دائماً مواجهات الخصمين.
في السنوات الخوالي كان التشجيع يأخذ طابعاً جيداً خالياً من كل الإساءات، وكان اللاعبون في الملعب كذلك ينشغلون باللعب لا بالمشاحنات، وعرف الديربي نجوماً هم الأبرز في سجل الكرة الليبية المليء بالنجوم، ففي الاتحاد كان الأحول وبزيو والترهوني مروراً بالسري وعبود وباني وبيزان والزوي، وفي الأهلي كان السرتاوي والسنوسي والهاشمي مروراً بالأسود والمعداني ومكراز وخزام وشنقب.
وفي المباريات التي شهدها الملعب البلدي كانت حجرات الملابس متجاورة ويُجري اللاعبون عمليات الإحماء ولا تفصلهما سوى أمتار قليلة، ولم تكن هناك بين المشجعين موانع، لكن في السنوات الأخيرة سيطر التعصب على التشجيع إلى الحدّ اللا معقول وهي ظاهرة نأمل أن تزول.
في مباراة غدٍ كما هو الحال دائماً لا يمكن التكهن بالنتيجة، فلا يرتبط الفوز بحسن الأداء فكم من مباراة ممتعة انتهت متعادلة، ونامت طرابلس هادئة، وكثيراً ما حسمت النتائج بأخطاء أو بكرات ثابتة.
وعلى صعيد النتائج عامة مازالت الأسبقية لأصحاب الغلالة الحمراء، كما هو الحال على صعيد الألقاب، لكن التنافس سيظل بين كرّ وفرّ ومهزوم ومنتصر، كما هو الحال بين الأهلي والزمالك والرجاء والوداد والترجي والأفريقي، وكل ديربيات العالم، وكان المشجعون يضيفون عليه نكهة خاصة محفزة.
ولا أظن أننا غداً ننتظر مباراة ممتعة بسبب الحرص على عدم الخسارة، التي قد تعصف بأحد المدربين رغم أن المباراة ليست حاسمة.
ووفقاً للظروف المتباينة بين القطبين يبدو أن الأهلي أكثر ارتياحاً، وقد تأهل لمرحلة مهمة من كأس الكاف، ومازالت أمور الاتحاد مُعلقة في انتظار مباراة صعبة مع إنيمبا.
لكن التركيز حالياً منصب على الديربي الذي يراه المشجعون أهم من منافسات أفريقيا لأنه بطولة خاصة.
ما نأمله أن يتم التركيز على الأداء فالخسارة نعم مرة لا يقبلها جمهور الفريقين بل هي علقم والفوز سلسبيلاً، يبقى طعمه إلى حين ديربي آخر لكن في النهاية الكرة فوز وخسارة، وينبغي أن نتعامل معها كما يتعامل العالم.
مع تمنياتنا للقطبين بتقديم مباراة نظيفة ممتعة ولطاقم التحكيم النجاح، وأن يُوفّق حامل الصافرة في كل قرار رغم غياب (الفار)؛؛