الشوط الثاني شكلٌ ثانٍ
إذا كان الشوط الثاني في مباريات كرة القدم يُطلق عليه شوط المدربين بعد أن يتعرف كلّ مدرب على أداء وطريقة لعب وأسلوب منافسه، ويعيد قراءته، وبالتالي سيعمل على تلافي وتفادي أخطائه واللعب على عيوب الفريق المنافس، بعد التعرف على نقاط القوة والضعف، في الشوط الثاني؛ سعيًا لتحقيق نتيجة أفضل؛ فإن مرحلة الإياب لبطولة الدوري الليبي لكرة القدم تعدّ أيضًا بمثابة الشوط الثاني والحاسم لكل الفرق المتبارية، بعد أن عالج كل فريق نواقصه، وتعرف على احتياجاته الفنية، وما يحتاجه من انتدابات؛ من أجل تعويض ما فاته خلال مرحلة الذهاب الأولى، والشيء المؤكد أن منافسات الدوري الليبي خلال الفترة الثانية، وهي مرحلة الإياب ستكون مختلفةً ومغايرةً تمامًا لما شاهدناه في مرحلة الذهاب الأولى، بعد أن عززت كل الفرق تشكيلاتها بانتدابات جديدة على مستوى اللاعبين المحليين والمحترفين؛ سعيًا منها للبحث عن تقديم الإضافة، وصنع الفارق، وتغيير شكل الفريق، وسيبلغ التنافس أشده، وسيبلغ ذروته بين فرق تطمح وتتطلع للمنافسة على لقب بطولة دوري الموسم، وفرق أخرى تطمح لتأكيد أحقية بقائها في دوري الأضواء وتفادي شبح الهبوط، وبعد انقضاء وانتهاء استراحة ما بين المرحلتيْن؛ ينتظر الجميع بداية الإثارة والتنافس المثير، والسباق نحو لقب بطولة دوري هذا الموسم، وصراع الطامحين للبقاء في المنطقة الدافئة، ومغادرة المواقع والمقاعد الأخيرة للابتعاد عن مغادرة دوري الأضواء، الذي شهد هذا الموسم، أكبر حركة تنقل بين مدربي فرق المسابقة، حتى إن الفرق التي جدّدت ثقتها في المدربين الذين بدأت معهم الموسم لا تتعدى أصابع اليد الواحدة فيما طال التغيير والتجديد أغلب فرق الموسم أكثر من مرة، ونستطيع أن نطلق على مرحلة الإياب؛ مرحلة تغيير اللاعبين والمدربين معًا، وإعادة صياغة تشكيلات المتنافسين؛ بحثًا عن صورة أفضل، ونتائج تجعل من كل فريق، يدافع عن حظوظه وطموحه، حتى صافرة نهاية مشوار الموسم.