العزوف عن المنتخب الوطني
لطالما كان تمثيل المنتخب الوطني حُلُم أي لاعب يزاول الرياضة، بل وصلت ببعض النجوم أنهم لا ينامون بمجرد وجود أسمائهم في القائمة الأولية لمنتخباتهم.
عزوف لاعبي المنتخب الوطني الأول لكرة القدم عن الانضمام وتلبية النداء الوطني لتمثيل المنتخب، يطرح الكثير من التساؤلات ويحتاج إلى إجابات، خاصة أن اللاعبين كانوا يضعون ظروفهم ومشاكلهم جانباً ويتحاملون على إصاباتهم أحياناً، ويصل بهم الأمر حتى إلى دفع تذاكر السفر لمجرد إثبات تواجدهم مع المنتخب ويؤكدون دائماً على تلبية نداء الوطن.
القائمة الأخيرة للمنتخب عرفت عدم تواجد بعض اللاعبين رغم ورود أسمائهم في القائمة، حيث تحجج بعضهم بالإصابة والآخر بالظروف، بينما تخلى الطاقم الفني للمنتخب عن بعضهم بعد المعسكر التحضيري قبل مواجهة بوتسوانا، وعاد واستعان بهم ليقابل بالقبول والرفض.
ما الذي استجد لكي يرفض اللاعب الانضمام للمنتخب بعد أن كان يُمني النفس بالتواجد دائماً في القائمة، حيث يعتبر المنتخب أعلى المراتب بالنسبة للاعب المحلي أو المحترف ويرفع من قيمة اللاعب الفنية والمالية، ناهيك عن الاحتكاك والخبرة، هل يوجد قصور في العمل الإداري للمنتخب من ناحية التعامل مع اللاعبين وتكرر بعض الأشياء السلبية داخل التجمعات والمعسكرات وأثناء المباريات، وهل توجد لائحة لفرض أقسى العقوبات بعد التأكد من رفض اللاعبين الانضمام رغم عدم وجود أي سبب مقنع للالتحاق بالمنتخب الوطني.
عزوف اللاعبين عن تمثيل المنتخب وعدم اهتمامهم باللعب له، بل وصل الأمر ببعضهم لإعلان الاعتزال في سابقة خطيرة، تؤكد أن الأمور ليست جيدة، وأن المنتخب لم يعد ذلك الحلم وأنه لا يستهوي أغلب اللاعبين.
فمن المسئول اللاعب أم الاتحاد المحلي للعبة في الوقت الذي أصبحت فيه الاتحادات الوطنية تكلف بعض الشخصيات الرياضية للتواصل مع اللاعبين المحترفين، وتحاول إقناعهم بشتى الطرق لتمثيل المنتخب، رغم تواجدهم في دول المهجر وامتلاكهم لأكثر من جنسية.
لا بد من مناقشة هذه الظاهرة وفتح تحقيق يشمل الجميع من لاعبين ومسئولين للإبقاء على جزء يسير من الوطنية، التي قد تغيب عن منتخباتنا ويصعب تعويضها أو زرعها، لأن شرف الانتماء وارتداء غلالة المنتخب الوطني لا يعادله شيء بالنسبة لأي لاعب، ولنا في العديد من النجوم المحليين والعالميين أكبر مثال.