العملاق رمزي الكوافي حكاية الحارس الذي صبر طويلاً حتى صار حارسًا كبيرًا
يبقى حارس المرمى العملاق رمزي الكوافي أحد أبرز حراس المرمى في تاريخ كرة القدم الليبية لما يتمتع به من مواصفات بدنية وقدرات خاصة.
ورغم هذا التميز إلا أن الحارس الدولي الكبير رمزي الكوافي يعد من حراس المرمى الذين لازمهم ورافقهم سوء الحظ في مسيرتهم الكروية حيث جاءته فرصة الظهور مع فريقه الأهلي ببنغازي متأخرة في وجود حراس مرمى عمالقة ثم لازمه سوء الحظ للمرة الثانية عندما تعرض لإصابة خطيرة عجلت باتخاذه قرار الاعتزال المبكر وهو في قمة نجوميته .
ففي الموسم الرياضي 78 – 79 جاءته فرصة المشاركة مع الفريق الأول متأخرة بعض الشيء لوجود حراس متميزين بالفريق الأول في مقدمتهم الحارس الدولي العملاق الفيتوري رجب غير أن حبه لمؤسسة الأهلي جعلته يتحلى بالصبر رغم العديد من العروض المغرية و فضل البقاء والانتظار حتى يأتي الوقت المناسب والفرصة للدفاع عن شباك وعرين فريقه الأهلي بنغازي لثقته الكبيرة في إمكانياته إلى أن جاءته الفرصة لأول مرة في الموسم الرياضي 78 – 79 للتناوب على حراسة مرمى الأهلى برفقة زميله العملاق الفيتوري رجب.
استمرت رحلة رمزي الكوافي كحارس لمرمى فريقه الأهلي بنغازي وحلقته الأقوى في العديد من المواسم الكروية التي تألق بها وأظهر براعة فائقة في الدفاع عن الشباك .
و اختاره المدرب المجري بيلا ضمن صفوف منتخبنا الوطني الأول الذي شارك لأول مرة رسميًا في بطولة أمم أفريقيا عام 1982 بطرابلس حيث شارك في جميع مباريات البطولة بدون خبرة وتجربة دولية كافية أو خوض أي مواسم كروية منتظمة مع فريقه.
ولم يكن رمزي في حسابات المدرب المجري بيلا غير أن اعتذار الحارس الفيتوري رجب عن استكمال مشواره مع الفريق جعل اهتمام المدرب المجري بيلا يتجه نحو الاعتماد على تجهيز وإعداد رمزي الكوافي ومنحه ثقة المشاركة في بطولة أمم أفريقيا.
سجل حارس المرمى الدولي رمزي الكوافي اسمه كأول حارس مرمى يدافع عن شباك منتخبنا الوطني لكرة القدم خلال مشاركة منتخبنا الأولى في تاريخه في نهائيات بطولة أمم أفريقيا لكرة القدم “الكان” التي استضافتها ليبيا عام 1982 في أول اختبار حقيقي له والتي بلغ خلالها منتخبنا المباراة النهائية التي فقدها أمام منتخب غانا بفضل ركلات الترجيح.
ولعب رمزي دورًا بطوليًا كبيرًا في وصول الفريق لنهائي الكان رغم أنه أكمل البطولة وهو يعاني من إصابة بليغة ونجح في تحمل المسؤولية بكل شجاعة بفضل قوة شخصيته وذكائه الكبير في التعامل مع الإصابة الصعبة التي رافقته طوال مباريات البطولة .
تعرض الحارس الكبير رمزي الكوافي عام 1982 لإصابة بانزلاق غضروفي في الظهر وتحامل على نفسه وعلى حساب صحته وفاءً وعشقًا للغلالة ولعب أربع مواسم متتالية وهو يعاني من الإصابة والآلام في الظهر .
واستمرت مسيرته الكروية مع فريقه الأهلي بنغازي حتى اعتزل الملاعب مبكرًا عام 1986 لتعرضه لإصابة أخرى عجلت باعتزاله مبكرًا وعمره وقتها لم يتجاوز 28 عامًا.