العملاق عبد العال العقيلي.. أول حارس مرمى يتولى تدريب المنتخب الليبي
هو أحد عمالقة حراس المرمى في ليبيا، منذ مطلع الخمسينيات، حيث تألق وبرع مع فريقه الأهلي ببنغازي وكان أول حارس لمرمى الأهلي، ثم دافع عن شباك منتخبنا الوطني في ثاني ظهور له وفي مشاركته العربية الثانية بالدورة العربية بالعاصمة اللبنانية بيروت عام 1957، وهو أول مدرب وطني يتولى تدريب وقيادة فريقه الأهلي في أول ظهور له في ملاعب الدوري الليبي في نسخته الأولى عام 1963، وأول حارس مرمى يقود منتخبنا الوطني الأول، إنه الراحل الكبير عبد العال العقيلي، رائد مجال الاهتمام بقطاع الناشئين الصغار وله أفضال كثيرة على الكثير من نجوم الكرة الليبية التي قدمها لملاعبنا ومنتخباتنا الدولية.
نبوغ مبكر
والراحل عبد العال العقيلي، من مواليد مدينة بنغازي عام 1930، بدأت علاقته بكرة القدم عندما التحق بمدرسة الأمير الابتدائية عام 1945، وبسبب نبوغه وموهبته الفطرية المبكرة تم ضمه إلى منتخب المدرسة، ليبدأ رحلته مع مركز حراسة المرمى، ومن أسباب اختياره لهذا المركز المهم والصعب إعجابه الشديد بحارس المرمى القدير – محمد ادريزة – الشهير بكومبي، كما وجد خلال هذه الفترة الاهتمام والرعاية من الأستاذ عبد الله الشريف مدرس التربية الرياضية بالمدرسة.
حاصد البطولات لاعبا ومدربا
ساهم مع فريقه الأهلي ببنغازي في التتويج ببطولات بنغازي وبرقة والمحافظات الشرقية، واستمرت مسيرته كحارس مرمى بارع لفريق الأهلي ببنغازي حتى مطلع الستينيات، ليتفرغ لمجال التدريب بعد أن تلقى عدة دورات تدريبية متقدمة بمصر وبريطانيا بإشراف المدرب العالمي هيلينيو هيريرا إلى جانب دورة تدريبية بألمانيا، وقاد فريقه الأهلي ببنغازي لإحراز العديد من البطولات والألقاب على مستوى المحافظات الشرقية، كما تولى تدريب الفريق الأول طوال مواسم الستينيات في الدوري الليبي لكرة القدم، حيث قاد الفريق لأربع مواسم متتالية حقق خلالها نتائج باهرة وعروض قوية، وقدم للملاعب أبرز نجوم الأهلي في تلك المرحلة الذهبية الزاهية.
رائد فكرة الاهتمام بالناشئين
تولى الراحل عبد العال العقيلي، مهمة الإشراف على أول مدرسة للناشئين الصغار التي خرجت وقدمت العديد من نجوم الكرة الليبية ومع المنتحب الوطني الأول.
ويعد الحاج عبد العال رائد فكرة الاهتمام بالناشئين، حيث أسس لقاعدة من الأشبال وإعداد نجوم للمستقبل، حيث أسس وساهم في تكوين أول فريق ومدرسة للأشبال بالنادي، خلال أواخر الخمسينيات، استمرت لسنوات طويلة وانتشرت فيما بعد في كل الأندية وأصبح لها منافساتها ومسابقاتها الرسمية.
حارسا لمرمى منتخبنا الوطني
شارك كحارس مرمى لمنتخبنا لأول مرة عام 1957 بالدورة العربية الثانية ببيروت، وخاض أولى مبارياته الدولية رسميا في البطولة أمام المنتخب التونسي، كما شارك في مباراتي منتخبنا في هذه البطولة أمام منتخبي المغرب والعراق.
واختير لأول مرة كمدرب للمنتخب الليبي الأول عام 1968، كمدرب مساعد للمدرب الجزائري لمنتخبنا الوطني مختار عريبي في تصفيات بطولة أمم أفريقيا عام 1967، في مباراتي منتخبنا أمام المنتخب المصري، ثم مدربا مساعدًا للمدرب اليوغسلافي ميلن برفقة زميله المدرب علي الزقوزي، في أول ظهور لمنتخبنا ضمن تصفيات كأس العالم المكسيك أمام المنتخب الإثيوبي.
كما تولى تدريب المنتخب الوطني في دورات الإجلاء، وقاد منتخبنا في هذه الدورة لأول انتصار تاريخي على حساب المنتخب المصري بثلاثة أهداف لهدفين، بعد أن كان منتخبنا متأخرًا بهدفين، وتولى قيادة وتدريب المنتخب الليبي في ثاني ظهور متوسطي لمنتخبنا في دورة ألعاب البحر المتوسط بالجزائر عام 1975، وقاده لتحقيق أول انتصار متوسطي على حساب منتخب اليونان بهدف لصفر، لكنه فقد نتائج باقي مبارياته الثلاث في البطولة على حساب المستضيف الجزائر وفرنسا ومصر.
وتولى “العقيلي” قيادة منتخبنا في مباراتيه أمام المنتخب المغربي، ضمن تصفيات دورة الألعاب الأولمبية 1975، وعمل برفقة زميله المدرب محمد الخمسي لمنتخبنا الفائز والمتوج ببطولة الدورة الإسلامية بتركيا عام 1980، وهي البطولة التي توج منتخبنا الوطني بقلادتها الذهبية بدون أن يتعرض لأي خسارة عقب تفوقه على منتخبات تركيا مستضيفة البطولة وماليزيا والسعودية.
مكتشف الحراس
قدم للملاعب أبرز وأشهر حراس مرمى كرة القدم الليبية أشهرهم إبراهيم المصري، وعلي أبوعود، والفيتوري رجب، ورمزي الكوافي، وجميعهم برزوا وتألقوا ودافعوا عن شباك منتخبنا الوطني لكرة القدم لسنوات طويلة
رمزًا ومؤسسًا وقياديا.
عمل في مجال الإدارة وتولى العديد من المناصب القيادية بالنادي الأهلي، الذي يعد أبرز رموزه ومؤسسيه والذي قدم له الكثير، منذ مراحل تأسيسه الأولى حارسًا عملاقًا ومدربًا قديرًا وإداريًا ومربيًا ومعلمًا، وقدوة في التفاني والعطاء والإخلاص، وساهم في تقديم وبروز واكتشاف العديد من نجوم الأهلي ببنغازي والكرة الليبية، إلى جانب توليه عضوية الاتحاد الليبي لكرة القدم في العديد من المناسبات وانتقل إلى جوار المولى عز وجل في العاشر من أكتوبر عام 2013.