الغرايري لـ”ريميسا”: القدر حرمني من التتويج بلقبي دوري وكأس كرة اليد مع الجزيرة زوارة
كشف سيف الدين الغرايري، المدير الفني للفريق الأول لكرة اليد بنادي الجزيرة زوارة للموسم الرياضي 2010 / 2011، عن ذكرياته الجميلة في قيادة فريق كرة اليد بالجزيرة في هذا الموسم، وكيف نجح في تكوين فريق قوي ومحترف استطاع تحقيق الانتصارات على جميع الفرق وكان قريبا من التتويج بلقب الدوري الليبي لكرة اليد لكن القدر حرمه من ذلك.
وقال الغرايري، في تصريحات خاصة لـ”ريميسا”، إن بدايتي مع الجزيرة زوارة كانت باتصال هاتفي من صديقي الأستاذ ناصر غواز، الذي كان في ذلك الوقت مسؤولا بنادي الجزيرة زوارة، واجتمعنا في تونس وتناقشنا في كل التفاصيل ووضعنا مجموعة من استراتيجيات العمل ورسمنا أهداف الفريق في ذلك الموسم وكان الهدف الأساسي هو إعادة الجزيرة إلى منصة التتويج وحصد الألقاب.
وأضاف: ” بالفعل 2010 / 2011 كان موسما ممتازا على كافة الأصعدة، وأعتقد أننا قدمنا عروضا قوية وحققنا الانتصار في جميع مبارياتنا كما لعب الفريق في ذلك الوقت كرة يد عصرية لم تتمكن بقية الفرق مجاراة نسق الجزيرة مما جعلنا نتصدر بطولة الدوري بفارق مريح وحسمنا أمر اللقب مبكرا وتحديدا قبل 4 جولات من نهايته، إلا أن جاءت ثورة 17 فبراير وتجمد النشاط الرياضي في ليبيا، وأعتقد أن الجزيرة هو صاحب الدوري والكأس عن جدارة في ذلك الموسم”.
وأشار الغرايري إلى أنه كان محظوظا بتواجده في ذلك الموسم مع إدارة قوية ومحترفة بمعنى الكلمة – حسب تعبيره – إدارة لم تبخل على الفريق في إقامة المعسكرات وتوفير الرواتب والمكافآت، موجها الشكر لكل أعضاء تلك الإدارة وهم: فوزي الزلماط وناصر غواز ومنجي أبوسهمين ونبيل معمر وسراج القندوز وعاصم بنانة، فهي بالفعل إدارة قبلت التحدي وراهنت على الفريق واللاعبين المميزين.
وأوضح أن اللاعبين كاحنوا أبطال وعلى درجة عالية من الانضباط والرجولة في التمارين والمباريات دون أن ننسى دور جمهور الجزيرة الكبير في الحصول على هذه النتيجة كل الأجواء المحيطة بالفريق كانت ممتازة وتبشر بنتائج قياسية وهذا الوضع ساعدني على فرض إستراتيجية عمل أساسها الانضباط والجدية.
وعن دور جمهور الجزيرة زوارة في اتنصارات الفريق، قال الغرايري: إن جمهور الجزيرة المتيم بحب ناديه وقف مع الفريق في كل المباريات تنقل لطرابلس وبنغازي بأعداد كبيرة، وأستمتع بأداء فريقة وأمتعنا بأغانيه الجميلة، فهو جمهور عزيز على قلبي لأنه مساند رسمي من الطراز الرفيع وأنا شخصياً أحتفظ إلى الآن بعلاقات ممتازة مع رابطة مشجعي الجزيرة.
وأكمل: “من أحلى اللحظات التي عشتها مع الجزيرة هي زحف جماهير زوارة بقاعة قرطبة في طرابلس، وفوزنا على الأهلي بفارق 5 أهداف وفرحة هذا الجمهور من طرابلس إلى زوارة هي لحظات جميلة تدل على تعلق جمهور زوارة بنادي الجزيرة.. أشكر هذا الجمهور الكبير الذي تغنى بإسمي شخصياً في المدرجات أرفع القبعة لهذا الجمهور المثالي”.
وعن نوعية اللاعبين بفريق كرة اليد بنادي الجزيرة زوارة، أوضح الغرايري، أن لاعبي نادي الجزيرة مهاريون بالفطرة، فزوارة بالطبع هي مدينة كرة اليد في ليبيا.
وتابع :” وجدت لاعبين يعشقون اللعبة لهم خصال فنية كبيرة ولكن ينقصهم العمل البدني والانضباط التكتيكي داخل الملعب فرضنا كجهاز فني أسلوب جديد في التمارين والمباريات لم يكن ذلك سهلاً في بداية الموسم أعترف أنني كنت قاسياً جداً على اللاعبين في فرض الانضباط والعمل البدني ووصلنا بعد شهرين لبناء فريق محترف بأتم معنى الكلمة الكل يعمل في صمت لهدف واحد هو التتويج”.
وأستطرد:” اللاعبون تأقلموا مع أسلوبي بصعوبة في أول شهرين عمل ولكن مع انطلاقة الدوري وتوالي الانتصارات المقنعة تجاوب اللاعبون مع طريقة العمل المفروضة عليهم وأصبحوا محترفين فتغيرت العقلية وأصبح كل اللاعبين سواسية ليس هناك نجم مميز ومع مرور الوقت أصبحوا كلهم نجوم لم يتأثر الفريق بغياب أي لاعب صنعنا دكة احتياط قوية ليس هناك تشكيل أساسي كل اللاعبين أساسيين واحتياطيين في نفس الوقت وهذا الهدف الذي رسمتهه في بداية الموسم”.
وأكمل “الغرايري” بالقول:”كما لا يفوتني أن أشكر كل اللاعبين دون استثناء هم بالفعل أبطال أشكرهم لأنهم تحملوا قسوتي في التمارين وطبقوا تعليماتي في المباريات في آخر الموسم كانوا يتفننون في المباريات شكر خاص للاعبي الخبرة أبناء عكاشة ويار ومنير وإبراهيم وفهد قرب وإيهاب العاصي أوسمان المنصوري لانه كان لهم دور كبير وأثروا في بقية اللاعبين الصغار كما أود أن أترحم على روح اللاعب عدلي غريبة الذي كان المفاجأة السارة في ذلك الموسم”.
وحول دور إدارة نادي الجزيرة زوارة فيما وصل إليه الفريق، قال الغرايري: إن إدارة النادي وضعت إمكانيات مادية ولوجستية ضخمة تحت تصرف الجهاز الفني، وعملت على تأسيس فريق جديد بقيادة جهاز فني يضم 5 مدربين مع دكتور علاج طبيعي مع إداري ممتاز هو سراج القندوز ومساعده عاصم بنانة مع رجال أعمال دفعوا أموال كبيرة، أخص بالذكر منهم: فوزي الزلماط ومنحي أبوسهمين وناصر غواز والمهندس نبيل معمر، وذلك دون أن ننسى رئيس النادي الأستاذ زيدان الطويني كانت منظومة متجانسة سهرت على راحة الفريق وسهلت عمل الإطار الفني.
وعن مشواره عقب رحيله عن الجزيرة زوارة، أشار الغرايري، إلى أنه بعد موسمه مع الجزيرة زوارة خرج في رحلة احترافية للتدريب في بعض الدول العربية وتحصل على ألقاب في المغرب وتونس وقطر، ولكنه عاد ليقول: “أعتقد أن القدر حرمني من تتويج مستحق مع نادي الجزيرة قطعا كان موسما مميزا للجميع، أتمنى أن يرجع نادي الجزيرة لمنصات التتويج قريباً لأن هذا النادي ولد ليكون بطلا وشرف كبير جدًا لشخصي أن أتولى مرة أخرى قيادة الدواليب الفنية لهذا النادي الكبير إن سنحت الفرصة”.
وختم تصريحاته بالقول: “سلامي الحار لأهل زوارة الحبيبة حقيقة شعرت أنني بين أهلي وناسي في تلك الفترة أتمنى أن تعود الأمور أحسن وأفضل من قبل وتبقى الجزيرة في القلب”.