الفوضى الكروية في التصفيات النهائية والسداسي بدون هوية
المتتبع للتصفيات النهائية التي تجرى حالياً في عدة ملاعب ومدن ليبية لمختلف المراحل، يشعر بالحسرة على ما يحدث في كرتنا المحلية، وعلى مدى ما تتحمله الأندية في هذه المسابقات من حرارة الجو والتنقل والإقامة ودفع مكافآت حكام المباريات، إن ما يحدث مجرد فوضى كروية وتأثيراتها سلبية على الكرة والأندية والفريق الوطني، إن ما يخدم اللعبة هو تغيير منظومة المسابقات الكروية وإقامة الدوري الممتاز من مجموعة واحدة بعدد 14 فريقاً، وكذلك الدرجة الأولى بعدد 14 في مجموعة واحدة، واستمرار دوري الدرجة الثانية كما هو عليه وسيساهم ذلك في رفع المستوى الفني والتحكيمي للعبة، ويجعلنا نستفيد من عنصر الوقت ونستطيع تحديد بداية ونهاية كل مسابقة، ونتخلص كلياً من التصفيات النهائية في الرباعي والخماسي والسداسي والسباعي، إن إقامة دوري من مجموعة واحدة يترتب عليه تحديد البطل بأكثر عدد من النقاط والهبوط للأدنى بأقل عدد من النقاط، وكذلك يبعدنا عن شبهة البيع والشراء في المباريات في الأسابيع الأخيرة، وعليه فنأمل من الاتحاد العام ممارسة النقد الذاتي والابتعاد عن مثل هذه النهائيات التي لا فائدة ترجى منها، إن الفريق الوطني لن يحقق أي نتائج إيجابية مع الوقت طالما مسابقات دورينا بهذا الشكل، ونأمل أن نرى مسابقات كروية عصرية مثل بقية عباد الله في العالم الكروي الآخر، وكذلك أن يتحدد موعد الدوري السداسي الذي طال انتظاره وكيف سيكون شكله وأين سيقام وهل يعقل أن ينظم اتحاد عام مسابقة ولا يحدد شكلها النهائي ولوائحها قبل بداية المسابقة، وربي يكون في عون فرق المجموعتين ال14 التي تتنافس لتحديد المترشحين للمتاز، وكذلك فرق الدرجة الثانية لتحديد المترشحين للدرجة الأولى وكذلك للفرق الستة المشاركة في نهائيات بطولة ليبيا للأواسط ومباريات الكأس وتصفيات الفريق الوطني وتكملة بقية الدوري، إنها ربكة كروية الخاسر فيها أكثر من الرابح ولعله من المفيد أن نذكر بأول دوري أقيم على مستوى ليبيا من مجموعة واحدة سنة 1967-1968 بعدد 12فريقاً، بعد تصفيات المناطق الغربية والشرقية والجنوبية، وبعد أن لعب كل فريق 22 مباراة قوية ومثيرة وتابعتها جماهير مختلف الملاعب وتساوت فيها كافة أغلب الفرق، وتوزعت النقاط حسب الجهد والعرق وتحصل فريق الاتحاد على بطولة الدوري ب35 نقطة يليه فريق الأهلي ب34 نقطة ثم فريق الأهلي طرابلس 30 نقطة ثم فريق النجمة 30 نقطة ففريق الهلال 30 نقطة وفريق البوليس 23 نقطة وفريق المدينة 21 نقطة، وفريق اتحاد درنة 20 نقطة وفريق دارنس 20 نقطة وفريق الوحدة 15 نقطة ثم فريق النهضة 5 نقاط وفريق أهلي سبها نقطة واحدة، وكان دورياً نموذجياً ومثالياً تنافس فيه نجوم الفرق فيما بينها، وارتفع الأداء الفني وانعكس كل ذلك إيجابياً على الفريق الوطني والكرة الليبية.