“القطعاني”.. الأب الروحي لكرة السلة النصراوية
يعد اللاعب السابق والمدرب الوطني – مفتاح القطعاني – أحد أبرز رموز كرة السلة في نادى النصر وليبيا، وأحد علاماتها البارزة والفارقة، الذين قدموا لها الكثير من الجهود والتضحيات من أجل استمرارها ودعمها وعدم توقفها وتعثرها، وكان معها في أفراحها وأتراحها وأزماتها، وهو صاحب الرقم القياسي في فترة ومدة بقاءه وتواجده بملاعبها وميادينها، حيث ظل وفيا لها منذ أواخر الستينيات دون توقف وانقطاع، حتى يومنا هذا، لاعبا ثم إداريًا ومدربًا ومديرًا فنيا.
فاين – fine
ومفتاح القطعاني الشهير بالكلمة التفاؤلية “فاين fine”، والتي اشتهر بها ولازال يرددها ويصافح ويحيي بها كل من يقابله داخل الملاعب وخارجها، حتى في الأوقات الصعبة، بدأت مسيرته مع كرة السلة المحلية لاعبا في أواخر الستينيات مع فريق النصر، حيث تدرج بمختلف الفئات واستمرت رحلته لاعبا حتى أواخر السبعينيات.
وتدرب “القطعاني” تحت إشراف عدد من المدربين المحليين أبرزهم الصالحين العقيلي، مؤسس اللعبة بالنادي، وشقيقه صالح العقيلي ومحمود بالة ومدرب من تونس، وهو من جيل كرة السلة الثاني بنادي النصر، بعد الجيل الأول الذي ضم كل من الصالحين العقيلي وشقيقه صالح، وعلي المقصبي ومحمد البركي وسالم التاجوري وإدريس العبيدي ومحمد صالح الجبالي ومسعود الترهوني ومصطفى الكزة وعبد الحفيظ المقصبي وصالح العلاقي، الذين مثلوا جيل كرة السلة الأول بنادي النصر.
وضم الجيل الثاني للقطعاني، وهو جيل أواخر الستينيات والسبعينيات، كل من اللاعبين البارزين أمثال الراحل محمد العمامي وأحمد المقصبي، والراحل أنور نافو، ورياض الثلثي، وخالد الفقي، وسعد موسى الخفيفي، وأحمد العوامي، وأحمد البرعصي، واللاعب البلغاري ميتشو، ومحمد العمروني، وارحيمة بوشاقور القطعاني مدربًا، ومكتشف وصانع النجوم.
ومع بداية الثمانينيات اتجه القطعاني إلى مجال التدريب، وأشرف على تدريب مختلف الفئات العمرية بالنادي، وظل وفيا للعبة التي ربطته بها قصة عشق لاتنتهي وعلاقة وطيدة وحكاية جملية، وتعد هذه المرحلة من المراحل الهامة في تاريخ اللعبة، حيث ساهم كمدرب في تقديم واكتشاف الكثير من نجوم كرة السلة بنادي النصر الذين تألقوا مع الفريق الأول والمنتخبات الدولية.
عاشق للعبة ومعاصر لكل أجيالها
واستمرت مسيرة “القطعاني” كمدرب لفريق النصر، حيث عاصر جميع أجيال اللعبة بنادي النصر منذ مطلع السبعينيات وحتى يومنا هذا، وله الفضل الكبير على الكثير من نجومها، وساهم في اكتشاف وتقديم العديد من اللاعبين البارزين، ولم تكن علاقته بكرة السلة مجرد مدرب فقط بل تعامل معها كعاشق لها، ومتطوع بدون مقابل في الكثير من الأحيان، حيث عمل أيضًا إداريا وداعما للعبة بفضل علاقاته الواسعة وحتى عندما كان يتم التعاقد مع مدرب جديد من خارج ليبيا لتدريب فريق كرة السلة بنادي النصر، كان يتواجد إلى جانبه كمدرب مساعد وداعم له بتذليل كافة الصعاب أمامه، والتعاقد مع العديد من نجوم كرة السلة المحترفين، الذين قدموا الإضافة وصنعوا الفارق.
ويحسب لـ”القطعاني”، أنه حافظ على بقاء وتواجد كرة السلة النصراوية في الواجهة، في ملاعب المسابقات الرسمية رغم كل الصعوبات التي كان يواجهها، ومنها الظروف المادية الصعبة التي نجح في التغلب عليها وتجاوزها.
مواسم الحصاد والتتويج بالبطولات
ولم يهدأ له بال وبعد صبر طويل وطول انتظار ومعاناة وترقب، إلا بعد أن جاء موسم الحصاد دفعة واحدة، حيث كان شاهدا على النقلة الكبيرة التى عرفتها اللعبة، بل كان أحد أبرز المشاركين والمساهمين في صنعها ومعانقتها للبطولات واعتلاءها منصات التتويج، حين توج فريقه النصر بعشر ألقاب على مستوى ليبيا 4 منها على مستوى بطولة الدوري وثلاث كؤوس وثلاث سوبر، ليكون الإجمالي 10 ألقاب وبطولات مستحقة، على 3 واجهات دوري وكأس وسوبر، كما كان الفريق خير سفير وممثل لكرة السلة الليبية عربيا وأفريقيا.
قصة عشق لا تنتهي
وساهم القطعاني بدرجة كبيرة في كل هذه الإنجازات والنجاحات مدربا وإداريا وداعما لها، حيث كان أبرز المساهمين في هذا الحصاد الوفير، وضرب مثلا رائعا في الوفاء والعشق الذي لاينتهي لكرة السلة النصراوية، وحتى على مستوى المنتخبات الليبية حيث تولى القطعاني مهمة المدرب المساعد لمنتخبنا الوطني للشباب والمنتخب الأول في العديد من المناسبات الدولية – فكل التحية والوفاء للاعب السابق والمدرب والمربي مفتاح القطعاني، صاحب الروح الرياضية العالية والعطاء الكبير والمحب والعاشق والوفي لكرة السلة التي أحبها وتعلق بها ولم يعرف غيرها في قصة عشق أبدية لا ولن تنتهي والذي ربطته علاقة وطيدة بكل أسرة، هذه اللعبة الجميلة من مختلف الأجيال ويستحق التكريم الذي يليق بهذه المسيرة الطويلة الزاخرة بالعطاء.