اراء

الكاف المنحاز!

علي العزابي
علي العزابي

ولأن الكاف وما ينضوي تحت لوائه من لجان يُدرك تماماً أن الصوت الليبي داخل أروقته وكواليسه ودهاليزه خافت جداً وغير مسموع لديه، بل هو والعدم سواء، ما دفعه إلى التعالي والكبرياء وممارسة الظلم والطغيان في حق الكرة الليبية ومَن يُمثّلها سواء كان ذلك على صعيد الأندية أو المنتخبات، ولا يألوا جهداً في ذلك ويمارس هوايته المعهودة علينا بكل أريحية ويُسر، ولا أريد أن أعود إلى الماضي وما فعله بنا هذا الكاف لكنني من الضرورة بمكان التذكير بحادثة شهيرة دفعنا فيها ثمناً غالياً بإقصائنا من الترشح لنه‍ائيات كأس العالم بالمكسيك، وكُنّا قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى أبواب المونديال العالمي، ولم تتبقَ أمام منتخبنا الوطني في ذلك الوقت الإ مباراة فاصلة أمام المغرب خسرناها ذهاباً بثلاثية بيضاء، لكنها كانت مظلمة حالكة السواد بصافرة أفريقية منحازة بشكل فاضح، خاصة في هدف المباراة الأول الذي تعرّض فيه الحارس مصباح شنقب إلى عرقلة واضحة تغاضى عنها الحكم وكأنه “شاهد ما شفش حاجة”!؛

وفي مباراة الإياب التي دارت ببنغازي أستبدل التحكيم الأفريقي بطاقم إيطالي أُحضر قبل المباراة بيوم واحد تقريباً، وأُعطيت له تعليمات مشددة بعدم التحدث أو الإدلاء بأية تصريحات أو مقابلة أياً كان مهما كانت صفته!.

أما اليوم فلعلّ ما تعرّض له فريق الاتحاد من ظلم صارخ في مواجهة إنيمبا النيجيري في تصفيات كأس الكونفدرالية، لن يكون الأول أو الأخير الذي يطال الكرة الليبية، وكُلنا يعرف كيف تواطأ الكاف مع إنيمبا فبدلاً من معاقبته بخسارة مباراة الذهاب التي كانت مقررة مسبقاً بالمنستير لغيابه عنها، رغم حضور المراقب وطاقم التحكيم بسبب منعه من السفر إلى تونس من قبل السلطات المغربية لعدم تقيده بالشروط الصحية المتبعة لمواجهة جائحة كورونا، يكافأ بإجبار الاتحاد على السفر عنوة إلى نيجيريا وخوض المباراة هناك في ظروف غاية في الصعوبة، استفز فيها الفريق بكل الطرق والوسائل وبشكل متعمد مع سبق الإصرار والترصد، في عملية مُبيتة لإزاحة الفريق وإرغامه مُكرهاً على مغادرة التصفيات، وما حدث من حكم المباراة يُغني عن مزيد التعليق والكلام.!!

قلتُ في نفسي لو أن الذي تعرّض له الاتحاد حدث مع فريق آخر مصري أو تونسي أو جزائري أو مغربي هل سنرى اتحاد بلاده سيسكت وسيكتفي ببعض الرسائل وبيانات الإحتجاج التي لا طائل من ورائها؟ أم أنه سيقلب الطاولة على رأس أهل الكاف وسيأمرهم بالاعتذار الفوري والاستجابة لمطالبه وشروطه دون مماطلة أو تسويف.

هنا يكمن الفرق بين مَن يملك القوة والإرادة والنفوذ، وبين مَن لا يعرف إلا عدسات التصوير وحضور الاجتماعات وتقاسم السفريات وتناول القهوة والشاي والحلوة والمرطبات!!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى