الكرة الليبية في أزمة فكيف يكون الحل؟!
لنعترف ونُصارح أنفسنا ونقولها جهارًا وعلى الملأ إن الكرة الليبية في أزمة، وهي ليست وليدة اللحظة إنما منذ سنوات طويلة ونتيجة تراكمات سابقة عجزت معها غالبية الاتحادات المتعاقبة عن أن تجد لها حلاً جذرياً ينتشل كرة القدم الليبية من واقعها الذي تعيشه فبقيت حبيسة محليتها ولم تجارِ أو تلاحق النهضة والتطور الذي وصل إليه الآخرون سواءً الذين من حولنا أو البعيدين عنا بآلاف الأميال، لنعترف أيضًا بأننا، وعلى اختلاف مواقعنا، مساهمون في هذه الأزمة التي استفحلت وطال أمدها دون أن نجد لها العلاج والبلسم الشافي.
فقد صرنا نتفرج على الأحداث دونما أن نحرك ساكناً، فالخروج من المنافسات الأفريقية والعالمية متتالٍ وبسرعة البرق وضعف المستوى الفني غير خافٍ على أحد وضياع النتائج من الفرق والمنتخبات لا حدّ ولا حصر له، رغم الإمكانيات المادية التي بذلت وتبذل، والأموال التي صُرفت على الفرق والمنتخبات باختلاف مسمياتها وتاريخ عراقتها ونشأتها.
هذه الأزمة التي تمر بها الكرة الليبية تحتاج منا جميعاً، خاصةً أهل الاختصاص، إلى مناقشتها وبحث جذورها، والتعاون لأجل إيجاد مخرج منها، يقينا من الوقوع فيها مرة أخرى.
ومن أعنيهم بأهل الاختصاص، هم المدربون والمسؤولون ورؤساء الأندية والحكام والإعلاميون وأعضاء هيئة التدريس بكليات التربية البدنية، هؤلاء جميعًا وربما غيرهم ممن لهم علاقة بالموضوع؛ ينبغي عليهم التفكير بروح المسؤولية لانتشال الكرة الليبية مما هي فيه، كل فيما يخصه، وفي موقعه، وهذا لن يتأتى إلا بعقد مؤتمر محلي موسع يجمع الأطراف كافة التي لها علاقة مباشرة بلعبة كرة القدم، تتم فيه مناقشة الأوضاع التي وصلت إليها اللعبة والحالة التي أضحت عليها وبحث الأسباب كافة التي أدت إلى انحدارها المخيف.
واللافت في مستوى الكرة الليبية، رغم عراقتها وتاريخها الطويل الحافل بالمشاركات العربية والأفريقية والدولية؛ غيابها عن تحقيق الإنجازات التي حققها الآخرون، ممن تُوّجوا بالألقاب والبطولات ودخلوا منافسات كأس العالم من أوسع أبوابها.
لنجلس سوياً في مؤتمر يمتد ليوم أو يومين أو حتى أسبوع؛ لنخرج منه بخلاصة أو برؤية ونتائج ملموسة تُشخّص الداء الذي تعاني منه كرة القدم، ونجد لها الدواء الناجع والفعال الذي لا يسمح مستقبلاً بعودتها إلى الخلف، مهما كانت الظروف والأسباب التي قد تواجهها وتحاول إعاقتها عن مسارها الصحيح الذي يجب أن تسير فيه.