مع دخول الدوري العام مرحلة حساسة وحسابات معقدة ولهث وسعي وجري وتنافس محموم خرج عن النص والروح الرياضية وشعار اللعب النظيف، حتى صارت كل المباريات شعارها الشحن والضغط والترهيب والفوز، كما أن الدوري تحول إلى ساحة للعراك وتبادل الشتائم، ولا أحد يريد أن يخسر، ولا أحد يتقبل قرارات الحكام الذين هم على أعصابهم ينتظرون صفعة أو شخصًا غريبًا يقتحم الملعب ليوسعهم ضربًا.. موسم شديد الحرارة وقوي في رد فعله؛ هذا هو المشهد العام لمسابقة هذا العام، ووسط كل هذه الأمواج؛ يقف مركب حسين البوسيفي وبحارته في لجنة تنظيم المسابقات لمحاولة قيادة المسابقة حتى تصل إلى بر الأمان إلى راية أو منارة تدلهم على شاطئ النهاية، والتي تبدو صعبةً ووعرةً، ففي كل مطلع شمس؛ تطلع أشواك جديدة، والرجل؛ أراد أن يطبق روح القانون، أن يتجاوز حاجة واثنتين فوجد نفسه بين ناريْن نار الفرق الملتهبة صعودًا حيث صراع التتويج، وهبوطًا حيث السقوط إلى الهاوية، ومع هذا السيناريو؛ لجاء البوسيفي إلي خطباء المساجد وإلى خطبة الجمعة لنصيحة الناس بعدم ارتياد الملاعب خوفًا علي صحتهم، هذا بعد أن استنفد كل قوانين ونظم ولوائح اتحاده، آخر الحلول الواعظ الديني عند الناس لعلّهم يصلون إلى قناعة بأنها رياضة كرة قدم، فيها الخاسر وفيها الرابح، والكل فائز تحت شعار “الفير بلي”.