المقارنة غير العادلة
ما الفرق بين الإعلام الرياضي المعاصر والإعلام الرياضي القديم، وأيهما أفضل? لطالما تلقيت هذا السؤال في معظم المقابلات بمختلف القنوات الإعلامية.
في البداية كانت الإجابة نتاج طبيعي للثقافة التي عشتها قديمًا منذ ارتباطي بمهنة الكتابة في مجال الصحافة الرياضية عام 1964م، وما تعلمته من أساليب الكتابة والنقد والتحليل السائدة في ذلك الزمن الذي كان يفتقر إلى الإمكانات العلمية والفنية ووسائل الاتصالات المتطورة علميا وتقنيا، وكنا نفخر ونعتز بما قدمنا من جهد يتناسب مع نظرتنا الشمولية لمفاهيم نشاط الشباب والألعاب الرياضية.
ومع مرور السنين والقفزة النوعية والمادية التي شملت جميع مجالات الحياة الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية والإعلامية تأسست مع هذا التطور الهائل ثقافة جديدة سيطرت على عقول ومفاهيم جميع فئات السن في المجتمع الإنساني العالمي، وهذا ما ينطبق على قطاع الإعلام الرياضي؛ لذلك فإن عقد المقارنة بين الإعلام الرياضي المعاصر والإعلام الرياضي القديم إلى أهم عناصر عملية المقارنة العلمية والمنطقية لكون المقارنة العلمية والعملية تفترض وجود عناصر متشابه بين الحالتين.
ولاشك أني لم أدرك في السابق عند الإجابة على هذا السؤال التقليدي طبيعة ونوعية الثقافة السائدة قديمًا والثقافة الحالية المعاصرة، لقد أدركت أخيرًا إننا كنا نتاج طبيعي ومنطقي للثقافة السائدة في ذلك الزمن، من حيث أسلوب الكتابة والنقد والتحليل في الصحف، ثم كيفية التعامل مع الجهاز المرئي والاهتمام الجبري بالهندام والمظهر حرصًا على سمو العلاقة بين المقدم والمشاهد، ثم أثمرت الثقافة المعاصرة حاليا أساليب جديدة كنتاج طبيعي للتطور التقني والعلمي في وسائل الاتصالات الإلكترونية ليكون للمتلقي الأثر المباشر المؤثر في طرق إعداد وتقديم البرامج المرئية بصفة خاصة.
لذلك فإن ما عليه الإعلام الرياضي قديمًا وحديثًا هو إفراز طبيعي ومنطقي للثقافتين، وعليه فإن عقد المقارنة بين الإعلام الرياضي قديما وحديثا عملية تفتقر إلى القواعد والمعايير العلمية حيث لكل زمن إيجابياته وسلبياته، ولكل جيل الجهد الصادق في مجال الكلمة والرأي المفيد، وأود أن أقول رغم طول السنين التي تشرفت بمعاصرتها إلا أنني استفدت ثقافيا ووثائقيا مما يقدم في الزمن المتطور المعاصر.