النجم الراحل محمد موسى.. عصفور أسمر يمرح على بساط أخضر
يعد اللاعب الراحل محمد موسى (النيقرو) من النجوم الرياضية التي تلألأت في سماء الدوري، غير أن نجوميته أفلت بسرعة بعد أن غيبه الموت في سن الـ37 من عمره، إلا أنه لم يغب عن ذاكرتنا الرياضية التي نقش فيها اسمه بأحرف من ذهب أينما حل وذهب، وتبقى حركته الجمبازية الرائعة (الشقلبة) السمة الفارقة له، والتي لا يضاهيه في أدائها أحد بملاعبنا المحلية .ونسرد بإيجاز شديد مشوار الراحل محمد موسى مع المستديرة.
ولد محمد موسى عمر عام 1969، وسطعت نجوميته مبكرا في مدرسة غريان الإعدادية، فضمه المدرب علي بردم لصفوف فريق براعم المجد (اتحاد غريان حاليا).
في موسم 82 \ 1983 قاد النجم الراحل محمد موسى نادي المجد، للفوز ببطولة البراعم على مستوى أندية الجبل الغربي، بعد الفوز على الغريم التقليدي الترابط بتغرنة بركلات الجزاء الترجيحية، بعد التعادل المثير في الوقت الأصلي بثلاثة أهداف في شباكه، تكفل الراحل النيقرو بنفسه بإحراز أهداف فريقه مسجلا هاتريك تاريخيا.
قاد فريق أواسط المجد للفوز ببطولة الجبل الغربي منتصف ثمانينيات القرن الماضي، على الغريم التقليدي الترابط بتغرنة، بهدف وحيد من صناعة الراحل النيقرو، في لقاء دار بملعب طرابلس الدولي.
انتقل لطرابلس وانضم لصفوف فريق المحلة عام 1988، وأصبح نجم الفريق المدلل بفضل فنياته الكروية العالية.
أول هدف سجله مع فريق المحلة في شباك مرمى الأفريقي، في اللقاء الذي جمعهما بملعب طرابلس بتاريخ 7 ديسمبر 1990 وانتهى اللقاء بفوز المحلة بهدفين لصفر .
بعد أدائه المميز واللافت للأنظار ضمه فريق الاتحاد لصفوفه ولعب معه لموسمين متتاليين .أول أهدافه مع فريق الاتحاد كان في مرمى فريق الاتحاد العسكري، في اللقاء الذي دار يوم الخميس 23 ديسمبر 1993 بصافرة الحكم إبراهيم شكشاكة، وانتهى اللقاء بفوز الاتحاد بهدفين لهدف، سجل هدفي الاتحاد عزالدين بيزان ومحمد موسى.
رغم وفرة النجوم بصفوف فريق الاتحاد، منحه المدرب العام رون براداي ثقته، وحافظ على مكانته في التشكيلة الأساسية.
أنصفه أيقونة الإعلام الليبي الأستاذ محمد برأس علي، في صحيفة “الصدى الرياضي”، في عددها الأول الصادر بتاريخ 12 أبريل 1994 حيت كتب: “ويعتمد فريق الاتحاد على لاعبين مهرة لا يعجزون في إحراز الهدف ومنهم بيزان بفنياته العالية وأبوسعدة الذي لا يهدأ حتى، ومحمد موسى الذي يبتهج معه الجميع إذا سجل هدفا لأنه يحتفل بالهدف الذي يسجله بطيران منخفض مثل عصفور أنيق يمرح على البساط الأخضر”.
في موسمه الثاني مع فريق الاتحاد، جدد المدرب الجزائري عبد الحميد الكرمالي ثقته في النيقرو، ليكون ضمن التشكيلة الأساسية .في موسم 96 \ 1997 عاد لنادي المحلة.
في الموسم الموالي انضم لصفوف فريق الأولمبي بالزاوية، ولعب في موسمه الأول معه 17 مباراة سجل خلالها 6 أهداف.
يدين له فريق الأولمبي بالبقاء في القسم الممتاز، عندما سجل لفريقه الهدف الأول في اللقاء الفاصل ضد فريق اليرموك جنزور، لتحديد هوية الفريق الذي سيضمن بقائه في الممتاز، ومغادرة الآخر من صفوة النخبة، اللقاء الذي دار يوم السبت 27 يونيو 1998 بصافرة الحكم ناصر المهدي انتهى بالتعادل بهدفين لهدفين، وفي ركلات الترجيح تفوق الأولمبي (5\4)، ونجح النيقرو في تسحيل الركلة الثالثة.
في موسم 99 \2000 انضم لفريق العروبة بالعحيلات، وفي الموسم الموالي انضم لفريق الجزيرة زوارة.
رحل الفقيد عن الدنيا الفانية عام 2006، تاركا ورائه غصة وحرقة في قلب عشاق فن الكرة الجميلة .رحم الله الفقيد برحمته الواسعة وأسكنه فسيح جناته.
