بأيّ حالٍ عدنا لك يا طوكيو؟ !!
الليبيون يعودون إلى طوكيو اليابانية نهاية الشهر الجاري 2021 خلال المشاركة بالدورة الأولمبية “32” التي كانت مقررة صيف العام الماضي لكنها رحلت إلى عامها الحالي بسبب فيروس كورونا، وذلك بعد مضي 57 عامًا من زيارتهم لها لأول مرة في دورة الألعاب الأولمبية “18” التي أقيمت في بلادهم في تلك المشاركة الرمزية، مسجلين مشاركتهم “12” في هذا الأولمبياد الذي يقصده آلاف الرياضيين من كل حدب وصوب.
نقترب من أعتاب 60 عامًا من المشاركات وحضور الدورات الأولمبية بألعاب سوادها الأعظم من المسابقات الفردية حتى إن شرارتها ونقطة انطلاقها كانت في دورة مكسيكو عام 1968 بالعداء الوحيد المرحوم رئيس عرفاء محمد خليفة الصويعي في سباق 400 حواجز، والذي خرج فيه من تصفياتها الأولية للفارق الشاسع بينه وبين منافسيه الـ 30 الذين كانوا يفوقونه استعدادًا.
سنوات طويلة؛ تجاوزت نصف قرن من الزمان، ولجنا فيها الألعاب الأولمبية، وشاركنا في دوراتها، وتعدد وتغيّر رؤساء بعثاتنا، وخاض رياضيونا منافساتهم، وتنوعت بطولاتهم وألعابهم، ومع ذلك فلا محصلة تذكر ولا صيد ثمين يشكر!!
التاريخ لا يرحم ويوثّق ولن يرحمنا لأننا علي هامش التاريخ الأولمبي فهو لن يدوّن في ذاكرته الحية إلا أولئك الأبطال المرصعين بالقلائد الملونة المُنافسين علي تحطيم الأرقام القياسية وفيما عداهم فلا ولا علاقة له بهم حضروا أو غابوا فالأمر عنده سيان !
سيُمثّلنا في الدور الحالية خمسة رياضيين من بينهم جداف وعداء يشاركان تواليًا في دورتين متتاليتين، وبالطبع وإن شاركنا بألف عداء وجداف فلن يكون لنا صوت مزمجر في دورة الأقوياء وجبابرة أبطال العالم؛ فالفارق بيننا وبينهم شاسعٌ جدًا ولا قدرة ولا طائل لرياضيينا عليهم من كل الجوانب الفنية والبدنية والتحضيرية وبالتالي فلا طمع ولا مطمع لدينا في أي قلادة، وسنظل دائمًا بلا أمل وبلا قلائد، وسنحرص إلى الأبد وحتى قيام الساعة على المشاركة من أجل المشاركة وليس أكثر من ذلك !!
كلّ أولمبياد وأنتم أولمبيون طيبون !