بالأحمر والأخضر
تعيش مدينة بنغازي هذه الأيام أجواء احتفالية للناديين العريقين الأهلي بنغازي والنصر ، فأينما ذهبت تشاهد أعلام الناديين الحمر والخضر، في السيارات وفي البيوت، إلى جانب التجمعات الكبيرة لأنصار الناديين في أماكن متفرقة من المدينة.
هذه السيمفونية الجماهيرية شيء جميل يعكس حب هذه الجماهير للناديين، فجماهير الأهلي تتغنى بانتصاراتها في الدوري الممتاز لكرة القدم، وجماهير النصر تتغنى بتتويجها بكأس السوبر لكرة القدم، ومن دون شك فإن هذه الظاهرة تعكس مدى الحالة التنافسية بين الناديين، وتؤكد بأن النصر لا يستغي عن الأهلي ولا يمكن للأهلي أن يستغني عن النصر، فكلما كان الناديان قويان كان الحافز موجودا لكليهما لتقديم الأفضل دائما.
نعم نحن نؤيد كل ماهو جميل، ونستمتع بالحالة التنافسية بين الناديين العريقين، ولسنا ضد المظاهر الاحتفالية للجمهورين، وتزداد فرحتنا كلما شاهدنا أعلام الفريقين فوق مبنى واحد أو في سيارة واحدة أو مختلطة في شارع واحد، فلا أحد يمكن له أن يصادر فرحة المناصرين ولا أحد له الحق في أن يستنكر عشق مناصر لناديه، فالجمهور هو المحفز وهو الداعم وهو صاحب الصورة الجميلة في المباريات، ولكن يجب أن يكون ذلك في إطار الروح الرياضية واحترام الآخر من دون أي تجريح أو سب أو عنف، وأن لا يكون التفاخر إلا بالإيجابيات، وأن يتقبل الجميع النتائج مهما كانت، وأن يكون الحرص على خلق الأجواء الملائمة لنجاح المباريات، لأن عرقلتها أو تخريبها أو التشويش عليها يعني تشويه الصورة الجميلة وإفسادها .. وتتحول الحالة الاحتفالية إلى حالة غير مرغوب فيها فلا أحد يقبل التعصب الأعمى ولا أحد يقبل الإساءة، ومن يعشق الرياضة فهو من دون شك شخص نبيل يؤمن بالمبادئ السامية لها ويحرص على ترسيخها ونشرها.
وعلى روابط المشجعين في الناديين إذابة الجليد بينهما، بتواصل اللقاءات ونشر الوعي ووضع حد لتصرفات المتعصبين، فالنصراوي ابن أو أخ أو قريب للأهلاوي والعكس، وليعلم الجميع بأن اللاعبين أحباب وأصحاب، فسابقا عندما أصيب العيساوي في إحدى مبارايات الديربي أول من زاره في بيته البشاري للأطمئنان على صحته وعندما يتوج الأهلي يبادر النصر بتهنئته، وسابقا كان الأهلي يفرح لتتويج النصر ويبتهج النصر بتفوق الأهلي، وعن تجربة شخصية رافقت فريقي كرة السلة بالناديين إلى دبي، سافروا في طائرة واحدة، وسكنوا في فندق واحد، بل وعند الذهاب للملعب كان اللاعبون في حافلة واحدة، وحتى في مباراة الديربي هناك كانت الأجواء رائعة وجميلة في دخولهم وتنافسهم وسط إشادة كل الحاضرين.
ختاما نحن نعتز بجماهير الأهلي والنصر ، ونفخر بكونهما ناديين عريقين وسط عديد الأندية الليبية التي نعتز بها جميعا، وتغمرنا السعادة كلما اقتربت المواجهة بينهما، لأننا نرى في ذلك احتفالا وعرسا يعم كل شوارع ومناطق مدينة بنغازي، فكل ما نتمناه أن نحافظ على جمال الصورة التنافسية دون أي تعصب أو تصرفات لا يرغب فيها أحد، اتركوا المنافسة للملعب، واتركوا اللاعبون يبدعون من دون أية ضغوط، بادروا بتهنئة الفائز ودعوا جماهيره تحتفل، وفي المقابل لا ينكر أحد احتفالك بفوز فريقك لكن اجعل احتفالك أكثر جمالا، تغنى بناديك دون أن تتعرض للغير بالإساءة أو العنف أو التجريح.
أنا على ثقة بأن ناديي الأهلي بنغازي والنصر يملكان القدرة على تقديم الأفضل دائما، فلديهما من القدرة على التأثير حتى تبقى الصورة جميلة والتنافس الشريف مستمر، في إطار الروح الرياضية والمبادئ السامية والنبيلة للرياضة، لا نريد تباغضا ولا شحناء، نريدها دائما احتفالية تُسعد الجميع وتبقى دائما صورة رائعة في ذاكرتنا.