ريميسا لايت

بالصور| عندما أوقفت كرة القدم الحرب العالمية الأولى خلال “هدنة الكريسماس”

تعاني كرة القدم من توقف غير مسبوق حول العالم مع انتشار  فيروس كورونا المستجد حول العالم. ولكن عظمة الساحرة المستديرة تعود بنا إلى أكثر من قرن إلى الوراء حيث  أوقفت اللعبة الحرب العالمية الأولى.

 

واندلعت الحرب في يوليو لعام 1914، واستمرت لأكثر من أربعة أعوام، بمشاركة من 70 مليون فرد عسكري، وهي واحدة من أكبر الحروب في التاريخ.

 

وخلفت الحرب التي جمعت بين القوى العظمى الاقتصادية، دول الحلفاء ودول المحور، أكثر من 30 مليون ضحية بين قتلى وجرحى. ولكن رغم قساوة الأحداث وصعوبة المشهد كان هناك لحظة تاريخية سجلت عظمة كرة القدم التي أوقفت  الحرب خلال هدنة عيد الميلاد “الكريسماس”.

 

 

ووجد ملايين الجنود الألمان والبريطانيين والفرنسيين أنفسهم عالقين داخل الخنادق وبعيدين عن عائلاتهم مع اقتراب الكريسماس. وكانت خطوط المعركة في بلجيكا وفرنسا تعج بخنادق موحلة تأوي الجنود الألمان من جهة، والحلفاء المدافعين من جهة ثانية. إذ كان الفريقان يتبادلان إطلاق النار عبر منطقة محرمة تناثر فيها جرحى وقتلى.

 

وعشية عيد الميلاد وقع حدث فريد، سمع الجنود البريطانيون أصوات ترانيم الكريسماس قادمة من الجهة المقابلة عند الخنادق الألمانية. وعلى الفور، باشر البريطانيون بدورهم بإنشاد ترانيم مماثلة انطلاقا من مواقعهم. وببعض مناطق الجبهة الغربية، لم يتردد عدد من الجنود المتحاربين بنطق كلمات “عيد ميلاد مجيد” بصوت عال، انطلاقا من الخنادق التي تحصنوا بها، متمنين بذلك احتفالا سعيدا للعدو.

 

ونصب الألمان أشجاراً احتفالية مُضاءَة فوق متاريس الخنادق بمواقع عديدة على امتداد تلك الجبهة الغربية، فانضم إليهم الحلفاء وحذوا حذوهم. وهكذا دخل الجيشان في سلام عفوي مرتجل وهي هدنة غير رسمية.

 

 

وبالتزامن مع احتفالات الكريسماس  قام الجنود من الطرفين المتقاتلين وقتها بوقف إطلاق النار ضد بعضهم البعض، واختلطوا سويًا وتبادلوا الهدايا التذكارية.

 

 

ولعب بعض الجنود من الجانبين مباراة كرة القدم سويًا، في واحدة من أكثر الصور التي لا تنسى في تاريخ البشرية. ونشرت صحيفة “التايمز” البريطانية في الأول من يناير لعام 1915، جوابًا من طبيب ملحق بسلاح البندقية، والذي قال: “لُعِبَت مباراة كرة قدم.. بيننا وبينهم أمام الخندق الأول”.

 

 

وقال الملازم السابق كورت زيميش من فوج المشاة ساكسونز الـ 134، في ألمانيا إن: “الإنجليز أحضروا كرة قدم من خنادقهم، وبعدها بوقت قليل تبعتها مباراة حية، كم كانت رائعة بشكل مذهل، ومع ذلك كانت غريبة أيضًا”.

 

 

وهكذا أوقفت كرة القدم حربا ضروسا ليتحول النزاع بالقنابل والبنادق إلى منافسة شريفة حتى ولو ليوم واحد لم يسقط فيه ضحايا جراء الحرب.

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى