بالصور | مواهب يهدرها التراب .. من ينظر إلى ملاعب بلدة زلة بعين التطوير ؟
تعتبر البنية التحتية في أي بلد هي القوام الأساسي للنهوض بالقطاعات المختلفة للدولة، وهو ما ينطبق حتمًا على القطاع الرياضي وتعد الملاعب أحد أهم العوامل في نجاح اللعبة بشكل عام.
وعندما يتعلق الأمر بالحديث عن معاناة قطاع الرياضة في جنوب ليبيا، فإن الحديث يأخذ أكثر من زاوية نستطيع أن نسلط الضوء عليها، فمن خلال إلقاء الضوء على عدد من المناطق في الجنوب والوقوف على الملاعب الرياضية التي يتدرب عليها مختلف الرياضيين فإن حالة تلك الملاعب نفتقد لأبسط المقومات حتى نطلق عليها اسم ملعب.
ومن خلال التطرق إلى لعبة كرة القدم، نجد أغلب من يمارسون اللعبة، والذين من عشقهم لها تجدهم يلعبونها حتى على الأراضي الصلبة فما بالك بالترابية في ظل غياب الملاعب المعشبة والصالحة للعب كرة القدم.
بلدة زلة نموذج واقعي
وينطبق السيناريو السابق على بلدة زلة إحدى بلدات بلدية الجفرة، والتي تبعد عن مدينة سبها قرابة 500 كيلو متر، وذلك أثناء تفقد الملاعب الرياضية بها للسماح لنادي النخيل بزلة اللعب في ملعبه وبين جمهوره.
وبالوقوف على الملاعب المقترحة من أسرة نادي النخيل للعب عليها، كان المكان مفتوح من أكثر من جانب ويستخدم في عطلة نهاية الأسبوع سوقًا للخضار وباقي الأيام يلعبون فيه الكرة وكان الملعب ترابي.
ثم تم التوجه إلى ملعب آخر لا يوجد به أي أسوار وتجاوره مرتفعات وهو لا يختلف عن ملعب سوق الخضار.
ملاعب ترابية بجوار حقول نفطية
الأمر المثير للدهشة، وما يدعو إلى الحسرة والتألم هو أن الملعب في منطقة بترولية وتحيط بها عدد من الحقول النفطية تديرها أكبر الشركات العالمية، لكن بقى شباب زلة كما هم يلعبون على التراب.
وتفتقر المنطقة لأي تخطيط لبناء ملاعب وساحات رياضية، يستطيع من خلالها أبناء هذه البلدة ممارسة ألعابهم المفضلة في أماكن مجهزة.
ويتحتم على الدولة توفير خطط مدروسة عند التعاقد من الشركات النفطية يضمن التعاقد على بناء ملاعب أو قاعات رياضية وغيرها من المرافق التي تعود بالفائدة على الجميع، لكن هذا لم يحدث وبقية الملاعب ترابية على أرض بترولية.
وعدم وجود ملاعب تتوفر فيها الشروط الخاصة بالاتحاد الليبي لكرة القدم، جعل أبناء نادي النخيل بزلة يسافرون مئات الكيلومترات من أجل خوض منافسات كرة القدم واللعب مع الأندية الأخرى.
وعند مشاهدة أبناء المدينة يخوضون المباريات على تلك الملاعب الترابية تتحسر على خيرات وثروات هذا البلد التي أهدرت في أشياء بعيدة كل البعد في إنشاء بنية تحتية تساهم في صقل وتنمية مهارات ومواهب أبناء هذا البلد وبلدة زلة جزء من هذا الوطن فهل نشاهد ملاعب معشبة ومجهزة في زيارتنا القادمة لها أم نجد ذات الملاعب الترابية في استقبالنا.