بالفيديو والصور | شباب أياكس يتطلع لاستعادة أمجاد 6 نهائيات واقتناص اللقب الأوروبي الخامس
يعد فريق أياكس أمستردام الهولندي واحدًا من أعرق الأندية في هولندا والقارة الأوروبية والعالم أيضت، بسبب ألقابه المحلية والقارية التي حصل عليها منذ تأسيسه وذلك عبر أجيال ذهبية سطرت أسمائها واسم النادي بحروف من نور على جدران كرة القدم بالقارة العجوز.
ورغم غياب فريق الطواحين الهولندية عن التتويج الأوروبي منذ عام 1995، إلا أنه عاد من جديد لاستعادة تاريخ عظيم عندما يواجه توتنهام الإنجليزي اليوم الأربعاء في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بعدما فاز في إنجلترا 1/ 0 ووضع قدما في النهائي ليواجه ليفربول الذي حقق ريمونتادا تاريخية أمام برشلونة وتأهل للنهائي القاري للعام الثاني على التوالي.
نظرة تاريخية
تأسس أياكس في 18 مارس عام 1900 على يد مجموعة من الأصدقاء في العاصمة الهولندية أمستردام. وبدأ النادي بداية متعثرة تحت مسمى “يونيون” قبل أن يتم تغيير الاسم إلى أياكس ” وهو اسم مستوحى من أحد أبطال أسطورة حرب طروادة الإغريقية الشهيرة.
وفاز الفريق الهولندي الناشئ بأول بطولة محلية له في 1917 وهي بطولة الكأس قبل أن يفوز بأول بطولة دوري في 1918.
منجم ذهب
ولم يكن يعرف هؤلاء الأصدقاء أنا ناديهم الصغير سيصبح “منجم ذهب” ومورد النجوم ومصدرها لأوروبا بأكملها ليسطروا التاريخ في أفضل ملاعب العالم. وأخرجت أكاديمية أياكس نجوم ومواهب خالدة في ذاكرة كرة القدم والذين انتقلوا إلى الدوريات الإسبانية والإيطالية ليصنعوا المجد مع برشلونة وإيه سي ميلان.
ومن أبرزهم يوهان كرويف، وماركو فان باستن، وفرانك ريكارد، وكلارنس سيدورف، ودينيس بيركامب والتوأم فرانك ديبور ورونالد ديبور.
كما أن هناك لاعبيين حاليين خروجوا من مدرسة أمستردام مثل السويدي زلاتان إبراهيموفيتش والأوروجوياني لويس سواريز.
الألقاب
حقق أياكس 59 بطولة محلية حيث حصل على لقب الدوري الهولندي 33 مرة كان أخرها في 2014، بينما توج بكأس هولندا 18 مرة، في حين حصل على كأس السوبر الهولندي 8 مرات.
وعلى الصعيد الأوروبي فيمتلك فريق العاصمة الهولندية تاريخا مشرفا يقف شامخا في سماء أوروبا عبر 10 ألقاب. وفاز أياكس بدوري أبطال أوروبا 4 مرات وبطولتين لكأس السوبر الأوروبي و بطولتين لكأس الإنتركونتيننتال، وبطولة واحدة في أبطال الكؤوس الأوروبية “الدوري الأوروبي”.
ويعد أياكس واحداً من 4 أندية فقط تمكنت من تحقيق جميع البطولات الأوروبية مع تشيلسي الإنجليزي، وبايرن ميونيخ الألماني، ويوفنتوس الإيطالي. كما أنه واحدا من 5 أندية تمكنت من الاحتفاظ بكأس دوري أبطال أوروبا إلى جانب إيه سي ميلان الإيطالي، وبايرن ميونيخ، وريال مدريد الإسباني، وليفربول الإنجليزي.
الكرة الشاملة
واشتهر أياكس بابتكار فلسفة هجومية عرفت باسم “الكرة الشاملة” في فترة السبعينات مع تولي “رينوس ميتشلز” تدريب الفريق عام 1965 وبزوغ نجم أكاديمية الفريق والجناح الطائر “يوهان كرويف”.
وأحدث النمط الجديد لأياكس ثورة في كرة القدم وعالم التدريب والخطط، واعتمد أسلوب “الكرة الشاملة” على التحرك بدون كرة ( اللامركزية) والتواجد في كل منطقة بالملعب، سواء في الدفاع أو الوسط أو الهجوم.
“أياكس” يحكم أوروبا
ومع الكرة الجديدة التي يقدمها أياكس وأسلوب اللعب المختلف الذي يعد من أكثر الأساليب نجاحاً في التاريخ الكروي، تمكن ميتشلز وكرويف في الوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا عام 1969، لكنهم خسروا من إيه سي ميلان 4-1.
ولكن بعدها تمكن كرويف ورفاقه من كتابة التاريخ وتحقيق إنجاز أوروبي غير مسبوق للأندية الهولندية. وفاز أياكس بأول بطولة لدوري أبطال أوروبا في تاريخه عام 1971 على حساب باناثينايكوس اليوناني بنتيجة 2/ 0 في المباراة النهائية، لتبدأ قصة الأمجاد الأوروبية.
واستمرت عبقرية كرويف، في الفترة الذهبية لأياكس الذي أحرز دوري الأبطال ثلاث مرات على التوالي. ولم يتأثر الفريق برحيل المدرب ميشلز وتعيين الروماني ستيفان كوفاتش مكانه، واستطاعت الطواحين الهولندية تكرار الإنجاز الأوروبي الكبير بإحراز لقب دوري الأبطال في عام 1972 على إنتر ميلان الإيطالي 2/ 0 .
وللمرة الثالثة على التوالي في 1973 فاز أياكس على يوفنتوس بهدف نظيف، وفي هذه الفترة، فاز أياكس أيضا بكأس السوبر الأوروبي وكأس الإنتركونتيننتال ، لتنتهي أكثر الفترات إشراقًا في تاريخ النادي، برحيل كرويف إلى برشلونة الإسباني في أكتوبر 1973.
بعدها غاب أياكس عن منصات تتويج الكأس الأغلى في أوروبا لنحو 12 عاما، قبل أن يعود مجددا مع المدرب الفذ لويس فان جال الذي تولى تدريب الفريق في صيف عام 1991.
وقاد “فان جال” جيل جديد من أبناء أكاديمية النادي مثل بيركامب وكلارنس سيدورف و إدجار ديفيدز وفرانك دي بور والحارس إدوين فان ديرسار وغيرهم، لإحراز لقب رابع في دوري أبطال أوروبا عام 1995. وفاز أياكس على إيه سي ميلان في المباراة النهائية بهدف نظيف أحرزه الأسطورة باتريك كلويفرت.
كما بلغ أياكس في 1996 نهائي دوري أبطال أوروبا قبل أن يخسر من يوفنتوس الإيطالي بركلات الترجيح، بعد نهاية الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1/1.
جيل “أحفاد كرويف”
وكالعادة، فإن معين أياكس الهولندي لا يجف أبدا ليصدر لأوروبا جيل جديد يقترب من تحقيق إنجاز كرويف وكلويفرت. وتضم التشكيلة الحالية لفريق أياكس مجموعة مميزة ورائعة من اللاعبين الشباب الذين قهروا عملاقة القارة العجوز في نسخة هذا العام من دوري أبطال أوروبا حيث يلعب الفريق اليوم في إياب نصف نهائي البطولة مع توتنهام الإنجليزي.
ويبدو أن أياكس في طريقه لاستعادة أمجاد الماضي إذ برزت مواهبه الشابة بشكل لافت وأصبحت محط أنظار كبار أندية العالم بعد النتائج المبهرة التي يقدمها الفريق.
ومن أبرز اللاعبين بفريق أياكس حاليا المدافع ماتياس دي ليخت “19 عامًا” والذي يتصارع عليه برشلونة ويوفنتوس لضمه في الصيف المقبل ولاعب خط الوسط دوني فان دي بيك “21 عامًا”، إلى جانب فرانكي دي يونج “21 عامًا” الذي وقع على عقود انتقاله بالفعل إلى برشلونة مقابل 75 مليون يورو .
والمهاجم البرازيلي ديفيد نيريس “22 عامًا” والذي انضم مؤخرا لأول مرة إلى قائمة المنتخب البرازيلي بالإضافة إلى نجمنا العربي المغربي حكيم زياش الذي تتصارع عليه أندية إنجليزية وإيطالية وبايرن ميونيخ الألماني وريال مدريد لضمه في الصيف المقبل.
قاهر العملاقة
وأحدث أياكس هذا الموسم عدة مفاجآت مدوية أذهلت العالم عندما أقصى ريال مدريد الإسباني ويوفنتوس الإيطالي وهو في طريقه لإزاحة توتنهام من أجل الوصول للنهائي والفوز باللقب الغائب منذ عام 1995.
وفاز أياكس على الملكي بطل أوروبا في أخر 3 سنوات، بنتيجة قاسية 4/ 1 في إياب دور الـ16 من التشامبيونزليج في المباراة التي استضافها سانتياجو برنابيو لتلحق الطواحين الهولندية بريال مدريد خسارة تاريخية أمام أنصاره. وكانت مباراة الذهاب قد انتهت بفوز المرينجي 2/ 1 في هولندا.
وفي دور ربع النهائي، ظن البعض أن اليوفنتوس سيقصي أياكس الذي أزاح ريال مدريد في مباراة استثنائية. ونجح البيانكونيري في التعادل بفضل نجمه كريستيانو رونالدو بنتيجة 1/ 1 في هولندا، ولكن أحفاد يوهان كرويف أثبتوا جدارتهم وفازوا على فريق السيدة العجوز في عقر داره 2/ 1 ليلحق رونالدو بفريقه السابق وينتهي حلم اليوفي في الفوز باللقب الثالث لدوري الأبطال في تاريخه.
والآن، يبعد أياكس خطوة واحدة عن النهائي بعدما فاز في ذهاب نصف النهائي على توتنهام في ملعبه بنتيجة 1/ 0 . وفي حال نجح أياكس في الوصول للمباراة النهائية والتتويج بدوري الأبطال فسيكون اللقب الخامس في تاريخ فريق العاصمة الهولندية. هل تعتقد أن شباب أياكس قادرون على إعادة صناعة التاريخ بعد كرويف وكلويفرت؟.