“بطولة العرب وآراء أخرى”
من خلال متابعتي لمباريات بطولة كأس العرب التي تقام حاليًا في قطر تحت إشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم والتي تم تخصيص خمسة ملايين دولار لمن يفوز ببطولتها و750 ألف دولار للفرق التي لم تصل إلى دور الثمانية؛ فقد تذكرت فريقنا الوطني وخروجه من التصفيات وتأسفت لذلك لأن ليبيا شاركت في أول دورة عربية سنة 53 بالإسكندرية، والثانية في بيروت 58، والثالثة في المغرب 61، والرابعة بالقاهرة وفي الكويت والعراق.
وكما لا ننسى أن الاتحاد العربي لكرة القدم تم تأسيسه في ليبيا ثم سحب منها بعد تجاهل الدولة للرياضة وكرة القدم خاصة.
لقد حمدت الله في الوقت نفسه على عدم مشاركتنا وضعنا الفني الحالي لأن الفريق الذي أخرجنا من تصفيات البطولة وهو الفريق السوداني تلقت شباكه تسعة أهداف في مباراتين أمام الجزائر ومصر وخسر آخر مبارياته مع لبنان بهدفدون ردٍّ، وإن كان ذلك ليس معيارًا في نتائج كرة القدم.
في هذه البطولة؛ ظهرت فرق عدة بمستوى جيد وشهدت تطورًا كبيرًا في مستواها الفني رغم ظروف بلدانها السياسية والاقتصادية الصعبة، وكانت ندًا قويًا للفرق الكبيرة ذات التاريخ الكروي والمرشحة للبطولة، فقد فاجأت منتخبات لبنان وسوريا وفلسطين وموريتانيا الكثيرين، بما قدمته في هذه البطولة من تنفيذ لطريقة اللعب وحسن الانتشار في الملعب، واستعداد بدني جيد، وروح قتالية في الملعب.
وأعتقد أن منتخبات الشمال الأفريقي مع مصر وقطر هي المرشحة للمربع الذهبي، وعودة للفريق السوداني بعد إخفاقه وتقديمه مستوى فنيًا متواضعًا؛ فلم يهربوا من الواقع وإنما تم اتخاذ قرارات إيجابية عدة منها الاستغناء عن المدرب الأجنبي الحالي وطاقمه الفني، وتكليف مدرب محلي مع مساعديه وذلك حتى لا يتكرر ما حدث في قطر في نهائيات أفريقيا في يناير المقبل بالكاميرون، وليس كما حدث مع اتحادنا العام الذي لم يحرك ساكنًا رغم خروجنا من كل التصفيات العربية والأفريقية وكأس العالم، وأصبحت مشاركاتنا مجرد رقم لم يعد يهابه أحد ومشاركة شكلية دون طموحات في البطولات أو تحقيق مراكز متقدمة.
إن مسؤولية الاتحاد العام ليست مجرد إقامة دوري بين مجموعتين وأيضًا دوري الدرجة الأولى بعدد 49 فريقًا مقسمة على سبع مجموعات، والدوريان معًا بهما حوالي ألفيْ لاعب، دون أن نتمكن من تشكيل فريق وطني جيد منهم.
إن الحقيقة تقول إن هناك خللاً في المنظومة الكروية، فهل في الاتحاد العام نفسه؟ أو قلة تجربة عددٍ من أعضائه؟ أم في كثرة الأندية الرياضية المشاركة دون أي فائدة تذكر ؟ أم في شكل المسابقات التي ننظمها؟ أم في الدولة التي مازالت بعيدة عن الرياضة وشبابها ونشاطاتها؟.
وإلى أن نرى فريقًا وطنيًا جيدًا يشرّف اللعبة والوطن؛ نظل نتحسر على كرة زمان ونجومها المعروفين، الذين عرفنا العالم العربي من خلالهم ولعل نتائج البطولة الرابعة بالقاهرة مع الفرق الخليجية خير دليل على ذلك، حيث كان الفوز بأكثر من عشرة أهداف في بعض المباريات.
أخيرًا، وبعيدًا عن التشاؤم؛ لا أتوقع تطورًا لكرتنا الليبية ولا تحقيقًا لنتائج إيجابية لأنه لا يوجد لدينا مخطط علمي مدروس للسير عليه، والخطأ الذي نظل نكرره باستمرار هو انتخاب اتحاد عام للكرة دون أن يقدم برنامجه، وما هي مشاريعه لكرة القدم المحلية، وبالطبع هذا لا يقدم إلا نتائج سلبية، وربي يكون في عون الجميع ويصبرهم علي وضعنا الكروي إلى أن تعود الأمور السياسية والرياضية إلى الوضع الطبيعي، وتقبلوا تحياتي دون أفراح كروية.