بعد ديربي فاصل ملتهب الاتحاد يحتفظ باللقب؛
عندما أسدل الستار على آخر مباريات (نصف دوري) السداسي المتمم للدوري الليبي الممتاز لكرة القدم، بمباراتي الاتحاد مع النصر والأهلي ط مع الأولمبي، وفرضت نتيجتاهما مباراة فاصلة على اللقب بين القطبين الاتحاد بطل الموسم الماضي والأهلي، قلت حينها وعبر هذا البراح إن كفة الفريقين متكافئة إلى حد بعيد، وإن من يفوز يكون جديراً بالدوري لأن المواجهة المباشرة هي الفيصل المنهية لكل جدل على اختلاف وإمكانيات وأسلوب كل فريق، والطريقة التي يتعامل بها كل مدرب مع المباريات،
كان ملعب حمادي العقربي برادس التونسية مسرحاً للحوار الكروي الشيق التاريخي المثير، الذي جرى السبت الماضي ولأنه كذلك لم نرَ فيه أي محاولة لجس النبض الذي كان مألوفاً كلما التقى الفريقان، بسبب الحذر والتخوف من النتيجة وتداعياتها الكبيرة على هذا الطرف أو ذاك، ذلك أن مهاجم الاتحاد معاذ عيسى كتب اسمه في سجل الحوار مبكرًا بهدف مباغت قبل نهاية الدقيقة الثانية، مستغلاً هفوة نشنوش في التصدي للكرة وهو الهدف الذي كان له فعل السحر في المباراة، فأعطى لزملائه الثقة اللازمة للتعامل مع المباراة في الشوط الأول وفق ما يريدون مستفيدين من (صدمة) لم ينتظرها الأهلي ومدربه، ولديهم من عوامل القوة الهجومية والبدنية والمهارية ما يجعلهم يتقون في قدرتهم على انتزاع (العرش) من منافسهم الأول في سباق الألقاب، وزادت الأمور تعقيداً بإحراز الاتحاد لهدف ثانٍ عن طريق شادي، قبل أن يستيقظ الأهلي من غفوته التي لم تكن منتظرة في مثل هذه المباريات؛
ولذلك فإن النصف الأول من الحوار كان أحمر نجاعة ونتيجة، وكان يمكن أن ينتهي بهدف ثالث،
هذا لا يعني أن الأهلي قبل بالأمر الواقع، وكان بإمكانه أن يقلص الفارق على الأقل قبل العودة لحجرات الملابس، في انتظار تدخل مدربه جبال، لكن كرتي معتوق وشرارة انحرفتا قليلاً عن شباك اللافي؛
في النصف الثاني من الصراع قدم الأهلي أداء مغايراً وألقى بكل أوراقه لكنه اصطدم بفريق منظم كان الأفضل في التركيز والتوازن دفاعياً وهجومياً،
وإذا اعتبرنا أن الأهلي دخل المواجهة بنسبة متساوية مع منافسه، لكنه فقد كثيراً من هذه النسبة وقد قبل هدفين في مباراة غير قابلة لمثل هذه البداية، لأن الاتحاد وقد تقدم في سيناريو لم يكن متوقعاً كان طبيعياً أن يتحفظ في ما تبقى من وقت، وكانت تدعيماته دفاعية، ما أعطى للأهلي فرصة الاستحواذ والضغط الهجومي، لكن هدف شرارته (شرارة) لم يكن كافيًا للعودة في النتيجة،
ولم يجد الحكم الصربي صعوبة في إدارة المباراة، ساعده التزام اللاعبين رغم اأنه استعمل بطاقة الإنذار ثماني مرات،
وبذلك احتفظ الاتحاد بلقبه وهو ما مسخ العثرات التي سبقت التحول إلى تونس، ولا شك أن عودة المدرب الحمادي كانت أهم خطوات الإصلاح، أما الأهلي فمسيرته لن تتوقف بفقدان مباراة أو لقب، لكن التدارك من وجهة نظري المتواضعة لا يتم بإيجاد ضحية للإخفاق بقدر ما يكون بإعادة ترتيب الأوراق؛؛