اراء
بعد 48 ساعة
نجدد المباركة للاتحاد بفوزه ببطولة الدوري الليبي في نسخته السابعة والأربعين، وللمرة الثامنة عشرة في تاريخ الاتحاد والبطولة لقباً ليس بالأول ولن يكون الأخير، ونقول للأهلي طرابلس حظاً طيباً في قادم المواعيد، وإن خسارة اللقب هذا الموسم لن تقلل من قيمة الأهلي طرابلس وتاريخه وبطولاته، ونشكر الفريقين على الوجه الحضاري الذي قدماه في ستة ديربيات في موسم واحد، ولما قدماه في نهائي بطولة الدوري من مستوى فني رائع ومشرف، ونأمل منهما لقبًا أفريقيًا طال انتظاره، وبالعودة للمباراة بعد أن هدأت عواصف الفرح والحزن نقول إن كرة القدم أساسها أربعة عوامل، هي أولا الجانب التكنيكي المهاري وللفريقين فيه نصيب وإن كانت هناك أفضليهة نسبية للأهلي طرابلس، لما يملكه من زاد كبير من لاعبين مهرة، وثانيًا الجانب البدني والفريقان فيه متساويان كلاهما جاء للمباراة بعد مشوار أفريقي وبعد انقضاء مشوار دوري المجموعة، وثالثًا الجانب التكتيكي الخططي، وأعتقد أن كلا المدربين لعب وفق الأوراق التي يملكها، وأعتقد وهذا رأي شخصي أن السيد فتحي الجبال كان يحتاج إلى شيء من المغامرة بالذات في مباراة الأهلي طرابلس أمام الأولمبي، بحيث يلعب باثنين رأس حربة، هما السلتو والطاهر حتى يضغط على دفاعات الأولمبي ويخلق التفوق العددي، وهو من قام به في الشوط الثاني أمام الاتحاد، وكان الأجدى به إما أن يدخل أمام الاتحاد منذ البداية برأسي حربة أو على الأقل فور استقباله الهدف الأول، لكنه تأخر وأخيراً الجانب المعنوي والذهني، حيث نرى أن الجبال لم يتمكن من إخراج فريق الأهلي من أجواء مباراة الأولمبي، خصوصاً أن الفريق أضاع ركلة جزاء كانت ستحسم البطولة والاتحاد حقق الفوز على النصر في آخر ثواني الوقت بدل الضائع، بعد أن سجل النصر التعادل في بداية الوقت الضائع، ولهذا كان تركيز الأهلي بطرابلس في مباراته أمام الاتحاد غائب بدليل تلقيه لهدفين مبكرين، نتيجة سوء المراقبة، وأضاع في الشوط الأول فرصة ثمينة لتذليل الفارق، وكرر ذلك في الشوط الثاني رغم انكماش الاتحاد، ولكن هكذا هكي أحكام كرة القدم ولا بد من تحية الحمادي الذي أعاد للاتحاد روح التحدي وشخصيته العنيدة واختار التكتيك الذي يوصل به البطولة.