الرياضة الليبية

بمناسبة الذكرى 68 .. تعرف على قصة تأسيس الأهلي طرابلس

يحتفل النادي الأهلي طرابلس وجماهيره هذه الأيام بمرور 68 عاماً على ذكرى تأسيس النادي الليبي العريق. والتي توافق اليوم 19 سبتمبر من عام 1950. وبهذه المناسبة تنشر  “ريميسا” قصة تأسيس النادي الأهلي طرابلس.

التأسيس  والاسم الأول للنادي

عقب  انتهاء الحرب العالمية الثانية وخسارة دول المحور وما ترتب على ذلك من تغييرات على أرض الواقع وتأثيره على القضية الليبية , شهدت البلاد نشاطا غير مسبوق للعمل المدني وتنامي دور الثقافة والرياضة في دعم الجهود الوطنية الساعية لتحقيق حلم كل الليبيين بنيل استقلال بلادهم .  و من هذا المنطلق بدأت فكرة التأسيس للنادي  والتي كانت بمثابة رسالة للمستعمر للرحيل والاعتراف بحق الليبين  في تقرير  مصريهم  وبناء دولة مدنية وكذلك إيمانا بأهمية الرياضة في نهضة البلاد مستقبلا . واختار المؤسسون اسم الاستقلال كتعبير صريح عن أهدافهم ، ولكن  سلطات الوصاية رفضت  الاسم لأنه يتعارض مع أطماعهم و رغباتهم .

ولم يستسلم  المؤسسون لأطماع  سلطات الوصاية  و أعادوا المحاولة بإقتراح اسم جديد ولكن بدون أن تتغير أهدافهم النبيلة . و لأنهم يمثلون البسطاء من عامة الشعب الذين تحركهم دوافع وطنية إختاروا كلمة تجمع بين الوطن و الشعب ( الأهلي ) و من هنا بدأت مسيرة الكفاح في بناء هذا الصرح و المشروع الوطني الذي بدأ بعدد قليل من الأفراد ليصبح المؤسسة الأكبر في البلاد .

شعار النادي وقرار الإشهار

وكتب الشيخ محمود صبحي اللائحة التأسيسية للنادي واستثمر المؤسسون صيت وسمعة سالم شرميط ونفوذه في الدوائر الرسمية و خبرته في هذا المجال حيث ساهم في تأسيس نادي الشباب بالمدينة القديمة. ولم يذخر السيد شرميط جهداً لاستكمال الإجراءات الإدارية اللازمة . واختار  شرميط بنفسه اسم الأهلي وصمم شعار النادي جاعلاً خارطة ليبيا لإضفاء الصبغة الوطنية بينما زين باللون الأخضر الطرفين كجناحين لقلب أبيض متوهج بشعلة العمل. وبعد سنوات من العمل و الكفاح قبل طلب التأسيس و صدر قرار الإشهار يوم التلاثاء بتاريخ السابع عشر من ذي الحجة 1368هــ ، الموافق 19/9/1950م .

أول لجنة إدارية للأهلي طرابلس

بعد ذلك، تسلمت اللجنة الإدارية المكلفة مقر النادي وقدم سالم شرميط مفاتيح أول مقر للنادي الأهلي بالمبني الأول في شارع ميزران المتاخم لميدان الشهداء قبل أن يتحول إلى شارع غرناطة . و تكونت أول لجنة إدارية من :
المبروك المصراتي (رئيسا)
أحمد الطويل (نائبأ للرئيس )
سالم بن حسين (أمين الصندوق المالي )
يوسف بن عبد الله (مقررا)
محمود أبوهديمة (عضوا)
محمد سعد عثمان (عضوا)
مصطفي الخوجة (عضوا)
حسن الأمير (عضوا)
مصطفي الرقيعي(عضوا)
ونشر الخبر في صحيفة طرابلس الغرب الصحفي سالم المسلاتي الذي كان حاضرا لاجتماعات التأسيس .

هكذا كانت الفكرة والأهداف والتجسيد و هكذا ولد الأهلي ، لتبدأ بعدها مسيرة طويلة مليئة بالانحازات والبطولات والتضحيا.  واستحوذ الأهلي  على قلوب العشرات ثم المئات ، مستقطبا المحبين من شرق البلاد وغربها فالأهلي و رغم تأسيسه في طرابلس إلا أنه اصبح النادي الوطني قولا وفعلا فلا يكاد يخلو بيت في ليبيا إلا ويوجد به من يعشق هذا الشعار .

مسيرة النادي كانت مليئة بالصعوبات والتحديات. وذات يوم كادت أبوابه أنه تغلق بسبب الصعوبات المالية في حقبة حرب السنوات العشر  ولكن في كل مرة يتجاوز الأهلي هذه المحن و يخرج منها أقوى من ذي قبل لتتوارثه الأجيال ويصبح المؤسسة الأكبر في البلاد و فخرا لكل من ينتمي إليه ويعشق شعاره الاخضر و الأبيض. هذا الفخر   عبر عنه الأب المؤسس سالم بن حسين وهو يشاهد ملعب طرابلس الدولي و قد تزين باكثر من 80  ألف متفرج حيث قال وقد أجهش باكيا “بدأنا هذا العمل بعدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحد وهاهو يصبح عملاقا ومن حوله الملايين ‘.

أول فريق لكرة القدم بالأهلي طرابلس

بعد الحصول على إذن ممارسة الأنشطة الرياضية وإشهار النادي الأهلي واستكمال كافة الإجراءات الإدارية , بدأت إدارة النادي في تكوين فريق كرة القدم و ذلك من خلال استقطاب أفضل المواهب في شوارع وأزقة مدينة طرابلس وكلفت السيد عثمان بيزان بمهمة تدريب الفريق بملعب الأشغال العامة بشارع عمر المختار . في الثالث من نوفمبر 1951 ظهر فريق الأهلي لكرة القدم في أول لقاء له وكان أمام فريق شركة الأشغال العامة وتمكن من تحقيق الفوز في هذا اللقاء الودي بثلاثية نظيفة . و كان للاعب إبراهيم كفالة شرف تسجيل أول هدف في تاريخ هذه المؤسسة بينما أضاف الهدفين الآخرين كل من مصطفى الرقيعي وحسن الأمير.  وضمت تشكيلة الزعيم كل من :

المبروك المصراتي – الهادي الخضار – عبد السلام بيزان – أحمد الطويل– سالم بن حسين – اللحلاحي – إبراهيم كفالة – مصطفي الرقيعي- محمد الهوني – محمود بوهديمة – حسن الأمير، ثم دخل كبدلاء : عامر المجراب، يوسف بن عبد الله، علي الجندي .

وعلى الرغم من إشهار الأهلي وظهوره للوجود إلا أن الصعاب والعراقيل كانت تحوطه من كل حدب وصوب ومحاولات إفراغه من محتواه كانت متكررة. وقد  تعرض الفريق لتآمر كبير من بعض عملاء الاستعمار في ذلك الوقت باعتباره فريق يمثل عامة الشعب الليبي  الطامح للاستقلال , فقامت تلك الزمرة العميلة بمحاولات لحقن الإحباط في شرايينه وزرع شوك اليأس تحت أقدامه بتحويل بعض الرياضيين المنتسبين إليه إلى أندية أخرى وإجبار بعضهم على اعتزال اللعب.

وغادر كل من محمود بوهديمة والهادي الخضار ومحمد الهوني  إلى فريق الاتحاد، بينما أعلن كل من المبروك المصراتي وسالم بن حسين وأحمد الطويل وعامر المجراب اعتزالهم بعد الموسم الأول . رغم ذلك لم تتوقف مسيرة الأهلي وظل قلبه يخفق بالأمل . لم ترتعش فرائصه أو يسقط في أي يوم من الأيام أسيرا لقبضة الظروف فأهدافه البعيدة تجلو عنه أي  تقاعس فلم يتأثر بغياب أولائك اللاعبين وظل واقفا صامداً متحديا المستعمر وبل بفضل هذه التحديات و في زمن وجيز صار النادي الأكثر شعبية في كل ليبيا

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى